للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فلسفة التربية]

تطبيقات على التربية في مصر

للأستاذ محمد حسن ظاظا

- ١٨ -

(. . . وثقافة الإنسان لا تقدر بمقدار ما قرأ من الكتب وما تعلم من العلوم والآداب، ولكن بمقدار ما أفاده العلم، وبمقدار علو المستوى الذي يشرف منه على العالم، وبمقدار ما أوحت إليه الفنون من سمو في الشعور والتذوق للجمال!)

(احمد أمين)

(للرجل المثقف جسم خاضع لإرادته، وعقل صاف متئد القوى سهل العمل مليء بما في الطبيعة من حق عظيم وقوانين كلية، هذا إلى امتلاء بالحياة المنسجمة الخادمة لضميره الحي، وإلى حب للجمال وكره للقبح، وإلى احترام للنفس وللناس، وإلى وفاق تام مع الطبيعة يفيدها فيه ويستفيد منها، ويسير معها كوزيرها أو ترجمانها وهي كأمه الحنون!)

(هكسلي)

٨ - خريج اليوم

أقرأت هذين القولين العظيمين فيما مرَّ عليك من قواعد وأصول؟ وهل أدركت ما يرميان إليه من معنى سام دقيق هو قوام الشخصية الكاملة التي تنشدها التربية الحديثة في الجماعة الديمقراطية؟ إن يكن أفليس من الخير أن أبحث معك عن نتائج ذلك (المجهود الهائل) الذي تبذله الدولة في التربية والتعليم، كيما نستطيع أن نقدر هذه المدارس بطرائقها، وتلك المعاهد بأساليبها؟ أليس من الخير أن تنشد جماعة (الخريجين) لندرسهم ما داموا هم غرض التربية الأول والأخير؟ ألحق أن كل نظام يغفل درس نتائجه وتقويمها وتقديرها قدرها الصحيح يعرض نفسه دائماً لآفة الرجعية والجمود والفشل والاضطراب! فترى ماذا عسانا واجدين إذا شئنا أن ندرس (خرِّيج اليوم) على ضوء هذه الأصول العامة التي قدمنا بها لذلك النقد المر البريء؟ سأحاول جهد المستطاع أن أرسم لك صورة واضحة شاملة

<<  <  ج:
ص:  >  >>