للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من صديق إلى صديقين]

للدكتور أحمد فريد رفاعي

مدير قلم المطبوعات

صَدقني أيها الصديق، الكبير في أدبه، الكبير في خلقه، الكبير في أثره، أستاذنا الزيات، أنني معجب بما تفضلتم بنشره في مجلتنا الشرقية المحبوبة (الرسالة) مما دبجته براعة الصديق الزميل، البحاثة الدءوب، الكاتب العالم الوديع، الأديب عبد الوهاب عزام، خاصاً بما لاحظه - مشكوراً مني ومن المستفيدين بنقده وعلمه، مأجوراً من ربي وربه - على ما فات علينا جماعة (دار المأمون) أولا وقبل كل شيء، ومن عاوننا في الطبع والإخراج من وراقين وطابعين آخراً

ومهما يكن من إيماني بصدق قول يحيى بن خالد: (لا يزال الرجل في فسحة من عقله ما لم يقل شعراً أو يصنف كتاباً) بيد أني ارتحت الارتياح كله إلى أن فاضلاً أديباً كأخي الأستاذ عبد الوهاب عزام تجشم المتاعب والصعاب، وأفنى الليل والصحة والجهد، في القراءة والمقابلة، والمطالعة والمقارنة، والتصحيح والاستقراء، في سبيل إقامة الأوّد، وإحقاق الحق؛ فله الحمد والثناء على ذلك، ما أبلى وأجاد، وبحث وأفاد. . ولست بقائل له إنني ألحقت بالجزء الثالث ما يفيد ويرشد، وفي الرابع ما ينصف ويحمد. ولست بمتألم لما كان من مبادرته بما تداركناه، لأن الكرم العلمي، والسخاء الأدبي لا يعدوان صنيعه. بيد أني - وهو الأستاذ الحجة - ناقل له هنا كلمات متواضعة أرجح أن علمه الوفير سيسيغها، وعطفه الفسيح سيسعها، وأدبه الجم سيبررها

(وكم كان يحلو لي أن أتحدث طويلاً عن النقد وحقيقته، علماً وفناً، وتاريخاً وتطوراً، وما له من أثر عميق يعتد به في توجيه نهضتنا التجديدية إلى الإنتاج والبقاء، والتشييد وحسن الأداء، والتقدم والنماء؛ وكم كان يحلو لي أن أستفيض معك في القول في هذا الباب، وأميط لك اللثام عما لنصفه النقدَة من سداد تزجية، وحكيم توجيه، وحسن إبانة، وفضل على الصناعة، ومنن في عنق التأليف، ورواج للكتب والتصنيف، وإصابة للنصاحة، وإعانة على الفصاحة؛ وكم كان يحلو لي أن أُزاملك في جولة في تلخيص كتاب (سالسبوري) في علم النقد، وأن أرافقك في سياحة في أسفار (ماكولي) وما كان له من إرشاد إلى الحقائق،

<<  <  ج:
ص:  >  >>