للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

أغنية الدير

للكاتب الإنجليزي وليام كانتون

ترجمة الأستاذ كامل محمود حبيب

هبط جون أوف فولد إلى هيثهولم - لأول مرة - رئيساً للدير هناك وفي صحبته شتى المؤلفات النادرة الأنيقة في الفلسفة والدين والأدب، مغلفة في جلد ثمين موشى بالذهب والفضة ثم الملابس الغالية الطريفة من الحرير والمخمل؛ وعباءات من الكتان الجميل، دقيقة الصنع، وقلانس محلاة بالعسجد، أشياء تنبئ عن نعمة وترف. . .

وراح القس الجديد ينفث من روحه التواقة الصافية في جنبات الدير، فوضع في نوافذ الناحية الغربية التي يسكنها هو أصصا من البلور بها طاقات من شتى ألوان الزهور الناضرة. وزين حجرة سانت إيجون بالأصص المرصعة باليواقيت، فيها فنون وفنون من الزهر الصناعي؛ وفي سماء الحجرة طير من لجين تبدو كأنها محلقة في سماء الأرض تهفو نحو هذه الطاقات وتحوم حولها؛ ثم أمر فصففت المناضد والكراسي الخشبية الجميلة في حديقة الدير ليجلس عليها الموسيقيون كل صباح وكل مساء، يعزفون ويرتلون الأناشيد الدينية الشجية. . . لقد كان الأب جون يفور نشاطاً وقوة، في روحه الصفاء والجمال، وفي قلبه الإيمان واليقين؛ فأراد أن يبعث في الدير روح الجنة ليستروح هو وإخوانه من الرهبان نسمات الخلد من هذه الناحية النائية من الأرض. . .

وبذ هذا الدير غيره جمالا وروعة وبهاء

وكان الأب توماس وكيل الرئيس يرى ما يفعله الأب جون وفي قلبه الاضطراب والأسى، وفي نفسه الغيظ والحنق؛ وكان يجلس إلى نفسه بين الحين والحين يحدثها: حقاً، إن هذه الأشياء لا تعني الرب، وهي تبعث في العين السرور والبهجة، وتدخل إلى القلب اللذة والطرب، وتنفث في الحياة المتعة والجمال! ماذا تفيد هذه الكنوز الغالية، والطرف الجميلة، والآثار النادرة؛ وهي تجذب القلب عن العبادة، وتورث في النفس حب الحياة وحب الاستمتاع؟ ما للراهب ولهذه الأشياء وهو يريد وجه ربه مخلصاً له؟ هذا بعض عبث

<<  <  ج:
ص:  >  >>