(انتهينا في المرة الماضية عند وصف سراديب التحنيط ونختم في هذا المقال بوصف بعض الآثار الأخرى)
حياتنا لم تتغير
وإلى جوار السور معبد حاكم المنطقة الديني بوتوزوريس. وهو معبد فخم تبدو ونقوشه بالألوان الطبيعية والصور المنحوتة في الأحجار فترى في تقاطيع أصحابها سمات المصريين، وسمات السوريين والصينيين. ترى فيها تعابير الحزن كما ترى فيها علامات الفرح. وتدرك من نظرات أصحابها ما تنم عليه من إعجاب أو ازدراء، فعلى حوائط هذا المعبد سجلت صور الحياة المصرية في مراحلها المختلفة.
فهنا لوحة أو لوحات تمثل الفلاح يزرع أرضه من حرث وسقي وإنبات ثم حصد وتدرية، وفي لوحة ثانية ترى الصانع يحتضن أدواته ويحركها في خزفه أو نحاسه ليخرج منها تلك الأواني التي تشاهدها في دار الآثار، أو أن أردتها حية مجسمة تجدها في خان الخليلي، فصناعه وأدواتهم وطرقهم يتبعون طرق أسلافهم ونادراً ما تجد أداة تغيرت ولكن ما تغير هو مرور تلك الحقبة من الزمن
ونظرت دقيقة إلى تلك اللوحات وما شملت، ثم نظرة أخرى إلى تلك البقعة وما بين توضح لك أننا لا نزال نعيش على حساب تلك العقول، فهناك نرى صحاف النحاس تنقش ثبتت على قواعد من القار فترى منها نسخة أخرى في خان الخليلي.
وما قيل عن صناع الصحاف النحاسية ينطبق على النجارين والخراطين وصناع الفخار. تراهم كلهم منهمكين في عملهم في تلك الأوضاع المختلفة التي لم يترك منها الفنان تعبيراً إلا نجح في آدائه وإجادته طبقاً للحقيقة الحية.
كاهن ورع
وهكذا خصص من كل حوائط المعبد واحدة أفردت الأولى للزراعة وبينت الثانية نواحي