امتاز تاريخ ألمانيا بظهور عبقريات فذة وأبطال عظام استأثروا بالسلطة في الدولة وكانوا أول خدامها، وكان اعظم هؤلاء البطال أربعة: فريديك الأكبر وبسمارك وليم الثاني (غليوم) وهتلر. وإني هنا احدث القراء عن البطل الأول وهو فريدريك الأكبر
ولكني قبل أن أبدأ حديثي احب أن أذكر أننا إذا رجعنا القهقري إلى العصور الوسطى وجدنا العالم الأماني مقسماً على عدة ولايات ولم تكن هناك دولة موحدة في ألمانيا. وكانت النواة الأولى لقيام الدولة الألمانية دوقية برندنبرج، وقد استطاع حكامها وهم من أسرة الهوهنزلون ضم بقع متناثرة من شرق ألمانيا وغربها ووسطها وكونوا منها دولة موحدة هي مملكة بروسيا، وكان أول ملك لها فرديك الأول ١٦٨٨ - ١٧١٣
وقد خلفه على العرش فردريك وليم الأول ١٧١٣ - ١٧٤٠الذي استطاع أن يصلح حال روسياً اقتصادياً وكون لها جيشاً قوياً ونظم إدارتها وشؤونها حتى أن كثيرين من المؤرخين يعدونه من أقوى واحسن ملوك بروسيا
فردريك الأكبر ١٧٤٠ - ١٧٧٢:
في ١٧٤٠ لفظ فردريك وليم الأول آخر أنفاسه وترك لابنه فردريك دولة قوية اقتصادياً وحربياً، ولعله قد مات ونفسه تقطع حسرات على ملكه ودولته، ذلك أن وراثة فردريك الثاني لم يثبت في شبابه أنه سينهض بأعباء المملكة بعد وفاة، والده بل أنه على العكس أثار استياء والده بشغفه بقراءة الكتب الفرنسية وبحبه للشعر والموسيقى، وقد حاول الهرب من التعليم العسكري وهو في الثامنة عشرة من عمره ولكن اكتشف أمره وأحضر أمام والده الذي بلغ به الغضب أن كان على وشك أن يقتله بسيفه
تولى فردريك الثاني في ربيع ١٧٤٠ يلبث إلا قليلاً حتى اثبت عبقريته وعظمته لنفسه لقب فردريك الأكبر
وكان أول أعماله عمله على توسيع رقعة املاكه، واصطدم في هذا بالنمسا وكانت صاحبة السيادة على العالم الألماني وتحكم إمبراطورية واسعة تشمل النمسا والمجر وبوهيميا وغيرها. ولم يرهب النمسا رغم اتساع أملاكها وسرعان ما قامت الحرب بينه وبينها