إذا كان هناك شك وتضارب في الآراء الجغرافية عن ماهية باطن الأرض وحالته التي هو عليها، سائلا كان آم صلبا، فانه ليس هناك أدني شك في ان هذا الباطن حار، تدل على حرارته مظاهر ثابتة منها:
١ - المناجم والحفر العميقة: من المعلوم أن هواءها اشد حرارة من هواء السطح الخارجي، وكلما زاد العمق ارتفعت درجة الحرارة تبعا لذلك. ففي منجم بالقرب من الذي عمقه ٢٤٤٥ قدما ترتفع درجة الحرارة إلى ٩٤ف يقابلها في الخارج ٥٠ف، كذلك شأن الحفر العميقة، فان الماء يخرج منها في درجة حرارة مرتفعة، وبالقرب من باريس بئر عمقها ١٧٩٨ قدما يخرج الماء منها في درجة ٨١. ٥ فهرنهايت.
٢ - ينابيع الحارة: وتلك ظاهرة تكاد تكون: عامة في العالم اجمع، وعلى الأخص في المناطق البركانية، ومن أمثلة ذلك تلك الينابيع التي توجد في مدينة وكرلسباد، وشمال غربي اسبانيا، إذ يخرج الماء منها في درجات حرارة عالية ١٥٨ ف و١٦٧ ف و١٩٢ ف على التوالي حسب الترتيب السابق.
٣ - النافورات: وهي عبارة عن ينابيع ساخنة توجد عادة في المناطق البركانية، وتمتاز من الينابيع السالفة في رقم ٢ بارتفاع درجة حرارة الماء الخارج منها، إذ قد تبلغ ٢٦١ف كذلك بقوة اندفاعه منها إلى علو كبير قد يزيد على ٢٠٠ قدم ويطلق عليها بعض الجغرافيين أحياناً اسم البراكين المائية.
ويحسن بنا في هذا المقام أن نعرف النافورات وأسباب ثورانها فنقول: - إنها عبارة عن عيون تتصل بباطن الأرض بواسطة قصبة على شكل أنبوبة يتراوح قطرها كثرة وقلة تبعا للنافورة نفسها (في النافورة الكبرى بجزيرة الجليد يبلغ قطر النافورة ٨ أقدام ويحيط بها شبه حوض قطره يبلغ ٥٦ قدما وارتفاعه ١٥ قدما).
ولتفسير أسباب النافورات يجب أن نذكر حقيقة جغرافية وطبيعية وهي أن الماء يغلي عند درجة ٢١٢ فهرنهايت أو ١٠٠ مئوي تحت ضغط يعادل الضغط الجوي، لذلك إذا زاد