منذ أشهر لمع اسم سفورزا في الحفل السياسي الدولي وقد قلت أن مثله قليل في الساسة، وهو يذكرني بكافور ومدرسته، الذي حقق الوحدة الإيطالية، فإذا تبنى سفورزا عودة المستعمرات لإيطاليا فهو خصم جبار لا يستهان به٠ وإذا أردت أن تعلم من هو هذا الجبار فاقرأ له.
هذا بحث قديم عثرت عليه بين أوراقي، وأغلب الظن أنني كتبته في عام ١٩٢٧ حينما كنت أشغل وظيفة سكرتير قنصلي بمدينة تريستا، بإيطاليا، ولم يكن لدي من العمل أو من العبث ما يشغلني عن مثل هذه الأبحاث.
أعرضه على قراء الرسالة ليرو ناحية من نواحي ساسة الغرب حينما يتكلمون عن الشرق وأهله: فأن لنا في كل هذا ذكرى وعبرة.
أحمد رمزي
من الغريب أن كتب التاريخ الحديث المستعملة في المدارس الإنجليزية والفرنسية والإيطالية لا تزال تلقن الأطفال الذين ولدوا بعد الحرب العظمى أن تركيا من الممالك التي قهرها الحلفاء وفرضوا إرادتهم عليها، مع أن الحقيقة بخلاف ذلك لأننا إذا حاولنا التفرقة بين الغالب والمغلوب، رأينا أن الغالب هو الذي خرج من الحرب بمعاهدة حصل فيها على كل مطالبه، والمغلوب هو الذي فقد كل مصالحه وتنازل عما يدعيه من الحقوق التي كانت له قبل الحرب في بلاد الآخر.
فمن من الطرفين الذي حصل على مطالبه، الحلفاء أم تركيا؟ لا نزاع في أن تركيا هي التي وصلت إلى كل ما تطلبه من الحلفاء ٠ وقد حصلت على ذلك بعمل رجلها مصطفى كمال.
عرفته لأول مرة وهو شاب في الثامنة والعشرين من عمره وذلك في سنة ١٩٠٨ حينما