للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أناشيد صوفية]

جيتانجالي

للشاعر الفيلسوف طاغور

بقلم الأستاذ كامل محمود حبيب

- ٣٩ -

حين يتصلّب قلبي ويتحرّق، صب عليّ رشاش رحمتك

حين ينزع الحنان من على الأرض، ابعث إلي بنشيدك العذب

حين يعلو ضجيج العمل فيشمل كل مكان فيباعد بيني وبين الناس جميعاً، أرسل إلي - يا إله الصمت - فيض الهدوء والأمان

حين يخرّ قلبي الضعيف ساجداً في عزلته، افتح الباب - يا مليكي - وتعال إليّ في أبهة الملك

حين تعمي الرغبة الملحة قلبي وتنفث فيه الغواية، إليّ - أيها المقدس - في برقك ورعدك

- ٤٠ -

لقد كفّ غيثك - يا إلهي - عن قلبي الظمآن منذ أيام وأيام، والأفق قفر ليس فيه غمامة رقيقة ولا أثر قطرة واحدة

وإذا شئت فانفخ من عواصفك الهجوم ما يحمل ريح الموت ثم املأ السماء بالبرق الخاطف

ولكن رُدَّ عني - يا إلهي - هذه الحرارة المتسعرة الصامتة فهي في شدتها وقسوتها تلفح القلب بنار اليأس القاتل

ثم دع سحائب الرحمة تنهل علينا من علٍ كأنها نظرات أُم عطوف ترى الأب يتنزّى غضباً فتترقرق فيها عبرات الحنان

- ٤١ -

يا من أحب، أين مكانك من وراء الزمر، وأنت تتوارى في ظلالهم؟ إنهم ينطلقون على الطريق التَرب، يمرون بك فلا يلتفتون إليك؛ وأنا هنا أنتظر الساعات الطوال في قلق

<<  <  ج:
ص:  >  >>