ذهب الدكتور طه حسين بك إلى أن الثقافة اليونانية هي مصدر الثقافات الإنسانية، وأن الناس في الشرق والغرب، وفي جميع الأجيال مدينون لثقافة اليونان
والدكتور زكي مبارك يرى أن الدكتور طه قد قرأ في كتب تتعصب لليونان، ولم يقرأ في كتب ترد أصل الحضارات إلى مصر، وهو قد قرأ ما قرأ وهو مطمئن كل الاطمئنان إلى من ينقل عنهم في غير ما نقد ولا تحليل
فما هو وجه الحق في هذه المسألة؟
قد يكون من الحق أن العقل وجد مع الإنسان وبقى هو هو في جوهره، وقد اصطفته الأمم الشرقية في الماضي السحيق فاستحدثت الصناعات والعلوم والفنون ولقنها اليونان فحملت عنها عبء التفكير فيها وكفتها شر هذا الجهاد الذي كان لا بد أن تنفقه حتى تخلص إلى هذه النتائج التي انتهى إليها الشرقيون
نعم! لقد كانت القصص الدينية وبعض الأفكار في العالم والحياة معروفة؛ فقد كان هناك التوحيد والشرك، وكانت الثنائية الفارسية، وكانت وحدة الوجد عند الهنود
غير أنا إذا لحظنا صيغة القول ومنهج البحث عند الشرقيين لم ندع هذا الضرب من المعرفة فلسفة، لأن أفكار الشرق كانت تسيطر عليها النزعة الدينية الخيالية التي لا تمت إلى منهج البحث العقلي بأية رابطة
ومع ذلك فقد يمكن القول بأن البابليين والعبرانيين والمصريين قد جهلوا الفلسفة بالرغم مما بلغه علماؤهم من ثقافة عالية. ولعل في قصة أوزوريس وعبادة أمون ما يدل دلالة واضحة على أن المصريين لم تكن لهم فلسفة بالمعنى المعروف في الاصطلاح
هذا ما قصد إليه الدكتور طه وهو رأي لا يحتاج إلى توضيح
ماهر قنديل
المناقشة بعد المحاصرة نظام إسلامي قديم
منذ أيام كنا نستمع في القاعة الشرقية للجامعة الأمريكية إلى إحدى المحاضرات، وفي نظام