هذه المحاضرات أن يعقبها أسئلة يوجهها السامعون للمحاضر مكتوبة على أوراق صغيرة؛ وهو يجيب على ما يستطيع الإجابة عليه منها
وقد قالوا إن نظام المناقشة بعد المحاضر على النحو السابق نظام ابتدعته الحضارة الحديثة، وكان للجامعة الأمريكية فضل استحداثه وتنظيمه في مصر والشرق
والحق أن نظام المناقشة بعد المحاضرة على الطريقة المذكورة نظام إسلامي كان معروفاً في البلاد الإسلامية منذ ستة قرون أو يزيد؛ والرحالة أبو عبد الله شمس الدين ابن بطوطة المتوفى سنة ١٣٧٧ م قد أشار إلى مثل هذا النظام في رحلته وهو يتكلم عن مدينة (تستر) التي فتحها المسلمون على يد خالد بن الوليد، فيقول عن الشيخ شرف الدين موسى ما نصه:
(وهذا الشيخ هو من أحسن الناس صورة وأقومهم سيرة، وهو يعظ الناس بعد صلاة الجمعة بالمسجد الجامع. ولما شاهدت مجالسه في الوعظ صغر لدي كل واعظ رأيته قبله بالحجاز والشام ومصر، ولم ألقي فيمن لقيتهم مثله
حضرت يوماً عنده ببستان له على شاطئ النهر وقد اجتمع فقهاء المدينة وكبراؤها، وأتى الفقراء من كل ناحية، فأطعم الجميع، ثم صلى بهم صلاة الظهر، وقام خطيباً وواعظاً بعد أن قرأ القراء أمامه بالتلاحين المبكية، والنفحات المحركة المهيجة، وخطب خطبة بسكينة ووقار، وتصرف في فنون العلم من تفسير كتاب الله، وإيراد حديث رسول الله والتكلم على معانيه، ثم ترامت عليه الرقاع من كل ناحية. ومن عادت الأعاجم أن يكتبوا المسائل في رقاع ويرموها إلى الواعظ فيجيب عنها؛ فلما رمي إليه بتلك الرقاع جمعها في يده، وأخذ يجيب عنها واحدة بعد واحدة بأبدع جواب وأحسنه؛ وحان وقت صلاة العصر فصلى بالقوم وانصرفوا) أهـ
(كلية اللغة العربية)
أحمد الشرباصي
لبشار أم لكثير عزة؟
١ - كنت أطالع في قصة الأدب في العالم حتى وصلت إلى الباب الذي عقده الأستاذ (أحمد