للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

مقدمة (الملك أوديب) لتوفيق الحكيم:

بعد غيبة طويلة يعود توفيق الحكيم إلى قرائه. . . ولست أرمي من وراء هذه الكلمة إلى وضع كتابه الجديد فوق مشرحة النقد، فإن موعدي معه الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه، وإنما أرمي إلى تناول هذه المقدمة بالنقد والتحليل، لأنها تستحق من الناقد أن يخصها بكثير من التأمل والعناية.

كتب توفيق الحكيم هذه المقدمة ليصل من ورائها إلى هدفين: أولهما أن يقدم للقارئ عرضاً موجزاً لنشأة المسرحية في الأدب العربي المعاصر ونشأتها في الأدب اليوناني القديم. . . وليقدم له أيضاً بعض العلل والأسباب التي حالت في رأيه بين الأدبين وبين التزاوج في مجال الأدب التمثيلي، على الرغم من هذا التزاوج الذي حدث بين الفلسفة اليونانية والفكر العربي. هذا هو الهدف الأول، أما الهدف الثاني حول هذا العمل الفني الذي أقامه على دعائم الأسطورة اليونانية عند سوفوكليس؛ أسطورة (أوديب الملك).

ولقد تساءل الأستاذ الحكيم وهو في رحاب الهدف الأول الذي أشرت إليه عن سر إحجام العرب عن ترجمه مآسي شعراء الإغريق مع أنهم نقلوا كتاب الشعر لأر سطو وفيه تعريف بالتراجيديا والكوميديا وما إليهما من فنون الشعر التمثيلي، ومع أنهم نقلوا إلى جانب هذا الكتاب بعض الآثار الأخرى في الفكر اليوناني!. . . هل يكون الإسلام هو الذي حال دون اقتباس هذا الفن الوثني؟

إن الإسلام في رأي الأستاذ الحكيم لم يحل بين الناقلين وبين ترجمة كثير مما أنتج الوثنيون. كما أن الإسلام لم ينكر خمريات أبي نواس، ولا نحت التماثيل في قصور الخلفاء، ولا براعة التصوير في (المنياتور) الفارسي!. . . أهي الصعوبة إذن في فهم هذا اللون من القصص الشعري وكله يدور حول أساطير؟ كلا، فإن كتاب (الجمهورية) لأفلاطون قد حفل بأفكار يدق فهمها على العقلية العربية، ومع ذلك فقد نقل إلى العربية وتناوله الفارابي بالبحث والمراجعة!

بعد هذين الفرضين يرد الأستاذ الحكيم علة الإحجام إلى أن التراجيديا الإغريقية في ذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>