في أمريكا يتحدثون عن (الرجل الأبيض) كما لو كانوا يتحدثون عن نصف إله. ويتحدثون عن (الملونين) من أمثالنا المصريين والعرب عامة كما لو كانوا يتحدثون عن نصف إنسان!
فالذين يعتقدون أن الأمريكان يمكن أن يكونوا معنا ضد الاستعمار الأوربي هم قوم إما مغفلون أو مخادعون، يشتغلون طابوراً خامساً للاستعمار الأمريكي المنتظر لبلاد الشرق الأوسط!
إن مصالح الاستعمار الأمريكي قد تختلف أحياناً مع مصالح الاستعمار الأوربي. ولكن هذا ليس معناه أن يكون في صف استقلالنا وحريتنا. إنما معناه أن يحاولوا زحزحة أقدام الأوربيين ليضعوا هم أقدامهم فوق رقابنا. وفي الغالب هم يجدون حلا لخلافاتهم مع الاستعمار الأوربي على حسابنا.
إن الرجل الأبيض هو عدونا الأول. سواء كان في أوربا أو كان في أمريكا. . وهذا ما يجب أن نحسب حسابه. ونجعله حجر الزاوية في سياستنا الخارجية، وفي تربيتنا القومية كذلك.
إن أبنائنا في المدارس يجب أن تربى مشاعرهم وتفتح أذهانهم على مظالم الرجل الأبيض وحقارة الرجل الأبيض. ويجب أن تكون أهداف التربية عندنا هي التخلص من نفوذ الرجل الأبيض وحقارة الرجل الأبيض. وجشع الرجل الأبيض. ويجب أن تكون أهداف التربية عندنا هي التخلص من نفوذ الرجل الأبيض. لا سياسي فحسب، ولا اقتصادياً فحسب، ولكن اجتماعياً وشعورياً وفكرياً كذلك.
ولكن الذي نفعله هو عكس هذا على خط مستقيم. . عندنا في وزارة المعارف عبيد للرجل الأبيض. عبيد يعبدون هذا الرجل كعبادة الله. بل إنهم ليلحدون في الله ولا يلحدون في أوربا أو أمريكا. سراً وعلانية!
وعندنا في معاهدة التربية التي تخرج المدرسين، فتؤثر في ذلك بعقلية أجيال بعد أجيال. . عندنا فتات آدمي ينظر إلى الرجل الأبيض نظرة التقديس، ويطبع مشاعر الطلبة الذين