للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اللغة العربية والإسلام وفي الداغستان]

للأستاذ برهان الدين الداغستاني

بقية ما نشر في العدد الماضي

وفي عهد الخليفة العثماني مراد الثالث لجأ كثير من أمراء وأعيان هذه البلاد إلى السلطان العثماني يطلبون منه تخليص البلاد من طغيان الفرس الإيرانيين الذين كانوا يبسطون سلطانهم على تلك الجهات، ومذهبهم الشيعي الذي كانوا يحاولون فرضه على أهل البلاد بالقوة في تلك الأيام، فجرد مراد الثالث فوات كبيرة على تلك البلاد استولت عليها في أواخر القرن العاشر الهجري ٩٨٦هـ (١٥٧٨م).

وهنا بدأت صفحة جديدة في تاريخ هذه البلاد، فقد نبه احتلال العثمانيين لها أطماع الروسيين في الشمال أو إيقاظها من جديد لأن أطماع الروسيين في تلك الربوع قديمة. وحفزت الإيرانيين في الجنوب لاسترداد مركزهم وسلطانهم في تلك الربوع، فصارت مسرح أطماع هذه القوى الثلاث الجبارة تتنازعها هذه مرة وتلك مرة أخرى، وبعد معارك طاحنة، وحروب كثيرة طويلة، وبعد مد وجزر استمر أكثر من قرنين استقر الأمر هناك للروسيين في سنة ١٢٢١هـ و ١٨٠٦م حين احتلها القائد الروسي الأمير (كينياز سبيانوف) وبسط سلطان الدولة الروسية على تلم الجهات، وقد قتل هذا القائد الروسي في تلك السنة بيد أحد أهالي الداغستان غيلة.

وقامت الثورات الوطنية في كثير من الأنحاء بمساعدة الإيرانيين تارة، وبإيعاز العثمانيين مرة أخرى، وأنفة من أهل البلاد أن يخضعوا للروس تارات.

ولكن كل ذلك لم يغير من احتلال الروس شيئاً، فبقيت البلاد في قبضتهم من ذلك التاريخ.

وقد تولى أكبر تلك الثورات وأحكمها تنظيماً الأمير المجاهد (سورخان خان) الذي جمع جميع علماء وأعيان وأشراف (غازي قمون) وسائر أنحاء الداغستان وكتب معهم عهداً وميثاقاً وطنياً دينياً لمقاتلة العدو الغازي المحتل، والمحافظة على أحكام الشريعة الإسلامية، وهذا هو نص ذلك الميثاق الوطني الديني، وقد كتبوه - يوم كتبوه - باللغة العربية الفصحى:

(هذا بيان للناس من هذا اليوم، وهو اليوم الأول من ربيع الأول من السنة الثامنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>