يصدر نفر من كتاب الطليعة الأوربيين في روما العاصمة الإيطالية مجلة جديدة من نوع غريب تحمل اسم (الحوانيت الغامضة يشترك في تحريرها بعض الناشئين من الكتاب الإيطاليين والفرنسيين والإنجليز باللغات الثلاث. وتدعي هذه المجلة أنها لسان حال الأدب العالمي الجديد. وقد اتبع محررو هذه المجلة أسلوباً مستحدثاً في الكتابة والتعبير. فهم لا يتقيدون بقواعد الصرف والنحو وأبواب القريض التقليدية. فالنقط والفواصل وما إليها من الإشارات التعبيرية والكتابية والتحريرية مفقودة من نص المقالات أو مدونة في أماكن لا يصح أن تستعمل فيها.
وعدد صفحات المجلة ٤٧٩ وتصدر في غير انتظام، وبعض مقالاتها وأشعارها رؤوس أقلام لأعمال أدبية فخمة. يطمح كتابها أن يتوسعوا فيها حين يطيب لهم مثل هذا التوسع! والغموض يكتنف مجلة (الحوانيت الغامضة) حتى ولو حاول القارئ استيعابها في ضوء أشد المصابيح إشراقا.
ترجمة جديدة لأشعار بودلير
صدرت في هذا الشهر ترجمة إنجليزية جديدة لديوان (زهور الشر) للشاعر الفرنسي المعروف بودلير. وقد أثارت هذه الترجمة جدلاً حول صعوبة ترجمة المنظوم من الأدب الأجنبي والصعوبة التي واجهها المترجم في نقل الروح الشعرية واللفظية التي يتميز بها الشعر بين أدب وآخر من الآداب العالمية.
وقال نفر من النقاد إن أسلوب ترجمة الأشعار الكلاسيكية لأشعار بودلير يجب أن يتفاوت ما استطاع الابتذال في التعبير، وأن يتعمد صياغة الترجمة في الأسلوب اللغوي القديم الذي من شأنه أن يحيط الترجمة بهالة الجلال الأدبي الذي يتناسب مع عظمة التراث الأدبي للمترجم له.
وقال نفر آخر من النقاد إن القارئ المعاصر يجب أن يزود بترجمة خالية من التعبيرات القديمة وإن جاء ذلك على حساب الأمانة الأدبية في النقل.
ويبدو أن الاتجاه الثاني هو السائد في حاضر الأدب الإنجلو سكسوني. وليس أدل على هذا