من المجهود الأخير الذي قامت به الكنيسة البروتستانتية في إعادة ترجمة التوراة في لغة عصرية تخلصت من بعض التعابير البائدة التي كان الكثيرون من عشاق (الكتاب المقدس) يعتقدون أنها خير ما في هذا الكتاب من مزية أدبية.
كتاب جديد لجابرييل مارسل
يعتقد جابرييل مارسل الفيلسوف الفرنسي المعاصر وأحد اتباع المدرسة الوجودية بأن أخطر ما يهدد الحضارة الغربية اليوم هو (رجل الشارع) ورجل الشارع كما يعرفه جابريل مارسل علم على الاتجاه الأدبي والفكري والفني الذي يحاول أن يبسط الفن والأدب والثقافة بشتى ألوانها بحيث يسهل هضمها على رجل الشارع الذي لا تتوفر لها مؤهلات ثقافية وملكات أدبية وفكرية تعينه على استيعاب الأدب والفن كما يطمع في معالجتهما المبدعون من الكتاب والفنانين.
وجابرييل مارسل يدعو إلى توطيد دعائم الحضارة المسيحية كما يفسرها أتباع المدرسة الوجودية. وهو أميل إلى تقليد الفيلسوف كيير جيكار منه إلى الانطواء تحت علم بول سارتر. وكلاهما من أئمة المدرسة الوجودية.
وجابرييل مارسل في دعوته إلى إحياء الأسس الروحية للحضارة المسيحية لا يصر على التقيد بألوان التعصب الديني الذي يحلو للكنيسة الكاثوليكية التشبث به. ومارسل في انتقاده للكنيسة الكاثوليكية ينتقد الصوفية الغامضة التي يطيب للأدباء الكاثوليك تمجيدها وبث الدعوة إليها في إنتاجهم الفكري المعاصر. ويعتقد مارسل بأن هذا اللون من الصوفية هروب من المسؤولية الأدبية؛ فكما أنك لا تطلب من (رجل الشارع) أن يتذوق الأدب والشعر لذلك لا يليق بك أن تطلب من المثقفين الدخول في عوالم الصوفية وأجوائها الغامضة.
وجابرييل مارسل لا يؤمن بالشيوعية ويعتقد بأنها في دعوتها لتبسيط الأدب والفن والثقافة لتكون في متناول (رجل الشارع) تبتذل الفكر وتهين الأدب والفن والثقافة الرفيعة، وتقيد من حرية الفنان والمبدع وتنكر الأسس الروحية للحضارة الإنسانية.
ومارسل لا يؤمن بأن العالم الإنجلو سكسوني خير من يحفظ تراث الحضارة المسيحية. فذلك العالم مادي في جملته إلحادي في روحه. ولكن مارسل مع ذلك لا يجد بأساً من أن