١ - لم يعثر على أي نقص في ذكاء ١٦٤ من المرضى بالهستريا إذ لم يكن هناك اضطراب في الإدراك أو قوة التدليل، بل الهستيري كثير التقلب فيما يفكر فيه، وتستحوذ عليه بدوات وأوهام قوية الحيوية، فإن أمانيه غير منظمة وسطحية ولو أنها متسعة النواحي والأرجاء، ومقدرته على تكييف نفسه لأي ظرف فائقةً ولكن ينقصه الثبات وقوة الاحتمال. ويمتاز بانقياده إلى كل شيء جديد، فإذا استعرضنا حوادث التاريخ وجدنا أن أول المناصرين وأكثر المحاربين حماسة لبلوغ الأهداف المعجزة هم الهستيريون
يدس الهستيري أنفه في شؤون الناس لاستنشاق أسرارهم والوقوف على أحوالهم، ويلذ له أن يكون ماثلاً في عيون الجماهير وأذهانهم فلا يفتأ ينقب عن وسائل جديدة للوصول إلى هذه الغاية
٢ - إن الارتباطات العقلية سطحية في الهستيري الذي يمتاز بكونه متسرعاً ومركزاً اهتمامه في نفسه فقط. أما حكمه على أمر من الأمور فرهين أول أثر يتركه هذا الأمر في نفسه بما يتمشى مع نزواته الشخصية. وعلى الرغم من أنه شديد العناد، لا تلين له قناة، فإنه يغير مبادئه بسرعة لأنها لم تكن قط متغلغلة في أعماق نفسه.
وإن الميل إلى حلم اليقظة وثيق العلاقة بالخيالات والبداوات الممتلئة حيوية، فهو يتوهم نفسه في مواقف لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ويحيك حول هذه المواقف خيالات متشعبة مترامية، فقد يرى نفسه بطل حوادث نظرية مختلفة أو ضحية هجمات أعداد وهميين. ومما يزيد الطين بلة أنه يترجم أوهامه وبدواته إلى لغة الحقيقة فيتمادى في اختلاق حوادث متصلة بالواقع يدعمها ببراهين تبدو قاطعة
٣ - ذاكرة الهستيري واهية لا يعتد بها لأنها رهينة عوامل انفعالية شتى فهو ينسى الحوادث التي لا تروق له ويعلي من شأن ماضيه ويشوه حقائقه ليكون وفق رغباته الشخصية
٤ - الهستيري ناري الانفعالات لا يستطيع أن يتحكم في أعصابه، متطرف في حبه