للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في الأسبوع]

قبر الكاظمي:

كان المغفور له الشاعر العربي الكبير السيد عبد المحسن الكاظمي قد أوصى قبل وفاته أن يدفن بأرض مصر وأن لا ينقل رفاته إلى العراق. وتنفيذا لهذه الوصية قامت الحكومة العراقية من جانبها بتشييد مدفن له في مقبرة الأمام الشافعي، وقد تم بناء هذا المدفن في الأسبوع الماضي على وضع يليق بمكانة الشاعر الكبير وإكرام الحكومة العراقية لذاكرة ونقل رفات الشاعر إليه في حفل حضره كثيرون من رجال الأدب وأبناء العروبة.

ولعل من المعروف إن الكاظمي رحمه الله قد نشأ في العراق من أسره عريقة شريفة، ولكنه غادرها في صدر شبابه هرباً من العسف والطغيان وجاء إلى مصر فوجد من أريحية بنيها عامة ومن رعاية المغفور له الأستاذ الأمام الشيخ محمد عبده ما جعله يؤثر الإقامة بها ويتخذ من أهلها أهلا وسكنا. وكانت له رحمة الله عليه صلة وثيقة بالمغفور له الزعيم الوطني الكبير سعد زغلول، ولما قامت الثورة المصرية وقف الكاظمي ينصرها بشعره، ويرسل القصائد العامرة في تمجيد سعد والإشادة بزعامته، وله في ذلك جملة قصائد مطولة سماها بالمعلقات. . .

كان الكاظمي مثال الشاعر العربي القديم في صفاء الفطرة وغزارة المادة وحضور البديهة، وكان يرتجل القصيدة تزيد على المائة بيت دفعة واحدة فتاتي خالية من الحشو والفضول. وكان يترنم في الشعر بنغم يدوي حلو فيهز النفوس هزا، وقد أخذ حافظ إبراهيم عنه هذه الطريقة فكانت قوام الروعة في إلقائه المعروف، وعلى الرغم من بداوة الكاظمي في مضهره وفي طريقته فإن أسلوبه كان حلواً سائغا خالياً من المعاظلة والتعقيد. . .

حقاً إن الحكومة العراقية قد أكرمت ذكرى هذا الشاعر الكبير بتشييد هذا الضريح، وبما أغدقته من رعاية لابنته الوحيدة رباب وقد كانت (رباب) كل أمل للكاظمي في حياته، فلعل حكومتنا تقوم من جانبها بإكرام ذكرى شاعر منح مصر قلبه وخصها بشعره، فتجمع كل آثار الكاظمي وأشعاره وتطبعها في ديوان فإن الكاظمي يخلد بشعره أكثر مما يخلد بقبره.

برناردشو والجاحظ:

يشتغل الأستاذ أحمد حقي نائب مدير مكتب البعثات المصرية في لندن بتلخيص مؤلفات

<<  <  ج:
ص:  >  >>