الكاتب الأيرلندي المعروف برناردشو وإخراجها في كتاب جامع، وقد أراد بهذه المناسبة أن يقابل الكاتب الكبير ليباحثه في بعض الآراء، فكتب إليه برناردشو يعتذر عن المقابلة ويقول له: إن المقابلات أمر خارج عن الموضوع، فإني رجل هرم، وليس في مقدوري استقبال الزائرين، ولا البحث معهم في مؤلفاتي، وما كتبته قد كتبته، وأود الآن أن يقراني الناس لا أن يروني. . .
وقد اذكرني هذا بحادثة مماثلة من كاتب العربية الكبير أبى عثمان الجاحظ، فقد روى عن أبس طاهر انه قال: صرت إلى الجاحظ ومعي جماعة وقد أسن واعتل في آخر عمره، وكان يجلس في منظرة له وعنده ابن خاقان جاره، فقرعنا الباب فلم يفتح لنا، واشرف من المنظرة فقال: إلا إني قد حوقلت وحملت رميح أبى سعد فما تصنعون؟ سلموا سلام الوداع، فسلمنا وانصرفنا فما أشبه صنيع برناردشو اليوم بصنيع الجاحظ بالأمس، والناس هم الناس في جميع الأزمان والأجيال. . .
نشاطنا الثقافي:
يعنى معالي وزير المعارف عبد الرزاق السهوري باشا برسم الخطة لإصدار سجل ثقافي تتولى إخراجه كل عام إدارة مختصة في وزارة المعارف وتضمنه مظاهر النشاط الثقافي في مصر ليكون تاريخا لحياتنا الثقافية وما يجد فيها من تطورات واتجاهات، وما يبدو في مجاليها من جهد وإنتاج.
وإنها لفكرة طيبة وخطوة موفقة، لأن إصدار مثل هذا السجل فضلاً عما له من الفائدة التاريخية سيكون حافزاً لشحذ العزائم، فسيقف الناس فيه على مدى النشاط الفكري، أي إنه سيكون بمثابة صحيفة حساب عن الجهد الثقافي في عام. . .
وحبذا لو أخذت جميع الهيئات والجماعات الثقافية والعلمية بهذه الفكرة، فتقصد كل منها إلى وضع سجل سنوي يؤرخ مظاهر إنتاجها ومناحي نشاطها حتى تبرر وجودها أمام الناس، على ان تتولى الوزارة تنسيق هذه السجلات الخاصة في سجلها العام.
الروابط الثقافية بين الأقطار العربية:
تبدي الجامعة العربية نشاطاً ملحوظاً مشكوراً في توثيق عرى الروابط الثقافية بين الأقطار