يؤخذ من المصادر التي بين أيدينا أن اسمه عبد الرحمن ابن عمرو بن يحمد وكنيته أبو عمرو، ولقبه الأوزاعي نسبة إلى أوزاع، ولقد اختلف في معنى هذه الكلمة، فمن قائل إنها بطن من ذي الكلاع من اليمن (وقيل بطن من همذان، وقيل إن الأوزاع قرية بدمشق خارج باب الفراديس. ومهما يكن من أمر، فان لقبه نسبة إلى هذه الكلمة، إذ أن جميع المصادر تتفق على هذا اللقب ولكنها تختلف في حقيقة أصله
ومن الثابت تاريخياً أن مهبط رأسه مدينة بعلبك، وتكاد المصادر تتفق على أنه ولد سنة ٨٨ هـ
أما نشأته وحياته فلا نعرف عنهما شيئاً، لأن المصادر التي بين أيدينا تكاد تكون صامتة كل الصمت، فهي تتخطى هذا الدور بسرعة هائلة وتبرزه لنا (إمام أهل الشام) في عصره، اللهم إلا ما ذكره ابن خلكان من أنه نشأ في البقاع
قلنا إن الأوزاعي ولد في بعلبك، ونشأ في البقاع، إلا أنه لم يقض حياته في مهبط رأسه، وسرعان ما انتقل إلى دمشق خارج باب الفراديس، ثم ارتحل إلى بيروت تلك المدينة التي قضى بها حياته حتى أدركته الوفاة
ولقد كان رحمة الله فوق الربعة، مائلاً إلى السمرة، خفيف اللحية، ويظهر أنه كان يميل إلى التزين، فقد (كان يخضب بالحناء)
ولقد أخذ العلم عن عطاء وابن سيرين ومكحول والثوري. ولقد زاد عليهم أبوز كريا النووي صاحب كتاب تهذيب الأسماء رجالاً من التابعين أهمهم قتادة، ونافع مولى ابن عمر، والزهري، ومحمد بن المنكدر. وأهم تلاميذه: عبد الله ابن المبارك، وهقل وهذا الأخير أصدق الرواة وأثبتهم عن الأوزاعي، وروى عنه جماعة من الذين سمعهم كقتادة والزهري وغيرهم
كان الأوزاعي من تابعي التابعين، وقد قال الذهبي فيه:(هو إمام أهل الشام) وفي موضع آخر يقول: (كان ثقة مأموناً صدوقاً، فاضلاً حبراً، كثير الحديث والعلم والفقه)