هي أوعية وألوان تسمى مشكاة يقابلها باللاتينية ليست لها فائدة عملية تذكر بالقياس إلى قيمتها الفنية لطالبي الفن واللغوية لطالبي اللغة الإغريقية وتطورها. ومع ضآلة فائدتها العملية فإنها من أهم ما عنيت بصنعة الشعوب المتحضرة بغية تجميل الحجرات أو الحدائق، سواء وضعت فيها الأزاهير أو لم توضع.
وعملت كحليات للأعمدة وحيناً آخر وضعت إلى جانب القبور، وكانت من الطين المحروق أو الصيني أو الزجاج، كما أنها صنعت من الرخام أو المرمر أو من حجر الألباستر أو من المعدن.
ولا يعنينا من أنواع الزهريات في هذا المقال سوى النوع الإغريقي الكلاسيكي بالنظر إلى المستوى الفني العظيم الذي بلغه الأغارقة في كل ما تناولوه.
ولا تعرف الدراسات الفنية هذه الزهريات إلا في فجر القرن الثامن عشر عندما بدأ ظهورها بين المخلفات الأثرية بكثرة لفتت النظر اليها والعناية بها، فكانت منذ ذلك الوقت موضع الدرس والتأريخ، لما حوته من مصورات عجيبة فائقة في الدقة والجمال، فضلا عما تناولته هذه المصورات من إيضاح النواحي القصصية والاجتماعية والمدنية والتاريخية إلى حد مثير لكل إعجاب وتقدير، وكانت بذلك أشبه شيء بسجل حافل لكل راغب متأمل.
وتنوعت أشكالها تنوعاً كبيراً ولكنها لم تخرج ابداً على رشاقة التكوين الكلي، على أن العناية بفحصها من الناحية الفنية كانت متأخرة عن فائدتها من الناحية التوضيحية للقصة وللحياة الإغريقية كما سبق التنويه.
وإذا كان تاريخ الفن لم يعرف هذه الزهريات إلا منذ فجر القرن الثامن عشر؛ فإن دراستها وتبويبها من حيث التكوين الكلي والشكل ولون أرضيتها ولون المصورات التي رسمت عليها، والمدارس الفنية التي عملت فيها لم يبدأ بصفة حاسمة إلا منذ منتصف القرن التاسع عشر عندما توافرت أسباب الدرس والفحص بتوافر العدد الموجود من كل نوع منها