(يقول. . . الدكتور طه حسين في كتابه عثمان! (إن حكومة الرسول والخلفاء الراشدين من بعده كانت وضعيته وليس للدين الإسلامي يد فيها. ويستنتج من هذا أن لا فرق بين المسيحية والإسلام من هذه الوجهة وأعنى نظام الحكم والمجتمع، ويأتي بدليل قوله تعالى: وشاورهم في الأمر ويقصد الأمور الدنيوية بأسرها. . .
(ولكن ألم يقرأ قوله تعالى عز من قائل: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون.
(هل كانت حكومة المسلمين من وضع محمد عليه الصلاة والسلام دون إيحاء من رب السماء؟ وهل كان أبو بكر وعمر يقومان بأعمالهما من تلقاء نفسيهما وليست هي من جوهر الإسلام في شيء؟ وهل كان عمر رضي الله عنه يقصد من قوله: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فرددتها على الفقراء). . . أقول هل كان يقصد الأموال بأنواعها كما يعتقد الدكتور، أو يقصد الزكاة والصدقات؟
أرجو إيضاح ذلك على صفحات الرسالة الغراء. . . الخ
(الأعظمية)
عبد الكريم الوهاب
جاءنا هذا الكتاب فحذفنا منه بعض العبارات التي لا تدخل في السؤال، واكتفينا منه بما نشرناه.
والذي نراه أن الأديب صاحب السؤال قد ظلم الفكرة التي نقلها عن كتاب عثمان، لأن الدكتور طه حسين لم يقل شيئاً مما فهمه في سؤاله، وكل ما يفهم من كلام الدكتور طه أن حكومة النبي عليه السلام لم تكن حكومة (ثيوقراطية) أي حكومة تستأثر بها طائفة من الكهان والأحبار ولا تشرك فيها الأمة برأي في اختيار الحاكم وتقرير الأحكام.
وهذا في رأينا صحيح.
فمسألة الحكم في الإسلام حق لجميع المسلمين يتولاه من يصلح له وتتفق جمهرة المسلمين