للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول كتب الوفيات:]

عود على بدء

للأستاذ أحمد الشرباصي

كنت قد نبهت أخي الأديب الأستاذ وديع فلسطين على صفحات مجلة (الرسالة) الغراء إلى أن كتاب (وفيات الأعيان) ليس كما يظن ويقول - كتاباً مقصوراً على ذكر وفيات المشهورين من الرجال، بل هو كتاب تاريخ جامع، فيه أخبار وأشعار، وحوادث وقصص؛ ولما نشرت هذه الكلمة لقيني أخي الأستاذ علي محمد حسن المدرس بالأزهر الشريف فحادثني عن هذه الكلمة، ثم ذكر أنه سمع بأن هناك كتاباً أسمه (وفيات الأعيان) غير كتاب ابن خلكان، وقد اقتصر صاحبه على ذكر وفيات من عرف من الرجال، وأن هذا الكتاب موجود بدار الكتب المصرية بالقاهرة. . .!

شغلني هذا الموضوع، فعجلت بالذهاب إلى الدار، وأخذت أراجع فهارس كتبها المخطوطة والمطبوعة لأستنبئها عما فيها من كتب تسمى بالاسم المذكور أو تقاربه؛ فوجدت فيها كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان، وهو أشهر من أن يعرف؛ ووجدت فيها كتاب (فوات الوفيات) لمحمد بن شاكر بن أحمد الكتبي المتوفى سنة ٧٦٤هـ؛ وهو كتاب متوسط، يقع في مجادين مطبوع بالمطبعة لأميرية ببولاق، في عهد الخديوي إسماعيل باشا سنة ١٢٨٣هـ؛ وأنتهز هذه الفرصة لأقول إن هذه الطبعة مملوءة بالتحريفات والتصحيفات والأخطاء المطبعية مما تقذى منه العين، ويضج له المطابع على الرغم من أن الطابع أحصى في أول كلُّ مجلد منهما جانباً كبيراً جداً من الأخطاء والغلطات المهمات، وترك الباقي لفطنه القارئ الأديب اللبيب كما يقول. . .!

وكتاب الوفيات للكتبي يعتبر كتذييل أو تتميم لوفيات ابن خلكان؛ وقد أوجز المؤلف عمله في كتابه، ومجهوده في مؤلفه في المقدمة الطويلة التي قال فيها بعد البسملة والحمدلة والصلاة على الرسول والآل:

(وبعد، فإن علم التاريخ مرآة الزمان لمن تدبر، ومشكاة أنور يطلع بها على تجارب الأمم من أمعن النظر وتفكر، وكنت ممن أكثر لكتبه المطالعة، واستجلى من فوائده المراجعة، فلما وقفت على كتاب (وفيات الأعيان) لقاضي القضاة ابن خلكان قدس الله روحة - روحه

<<  <  ج:
ص:  >  >>