وجدته من أحسنها وضعاً، لما اشتمل عليه من الفوائد الغزيرة، والمحاسن الكثيرة، غير أنه لم يذكر أحدا ًمن الخلفاء، ورأيته قد أخل بتراجم فضلاء زمانه، وجمع ممن تقدم على أوانه، ولم أعلم أذلك ذهول عنهم، أم لم يقع له ترجمة أحد منهم، فأحببت أن أجمع كتاباً يتضمن ذكر من لم يذكره من الأئمة الخلفاء والسادة الفضلاء، وأذيل من وفاته إلى الآن، فاستخرت الله تعالى، فانشرح لذلك صدري وتوكلت عليه وفوضت إليه أمري، وسميته بـ (فوات الوفيات)؛ والله تعلى المسئول أن يوفق في القول والعمل. وأن يتجاوز عن هفوات الخطأ والزلل).
ثم أخذت أقلب بين يدي صفحات (الفوات) فإذا أنا أقع في نهايته على نص مهم لمصححه الشيخ نصر أبو الوفا الهوريني، إذ أن هذا النص قد تحدث عن كثير من الكتب التي ألفت في الوفيات كتذييل لكتب سابقة أو تعليق على مؤلفات متقدمة، وقد كفاني هذا النص مئونة البحث والتنقيب عما تحدث عنه من كتب؛ قال:
(وأعلم أن الوفيات قد أشتمل على ٨٤٦ ترجمة، وذيل عليه عبد الباقي المخزومي المكي المتوفى سنة ٨٤٣؛ كما تقدم في هذا الكتاب؛ بنحو ثلاثين ترجمة؛ وكذا ذيل حسن بن أيبك المتوفى بالتاريخ المذكور؛ وذيل عليه عبد الباقي الشيخ زين الدين عبد الرحيم العراقي المتوفى ٨٠٦؛ وأما هذا الفوات فإنه أشتمل على ٥٧٢ ترجمة، منها نحو ست تراجم أو سبعة مذكورة في الوفيات فليست من الفوات كما يعرفه من استقصى فهارس الكتابين؟ وأما كتاب الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي الذي انتهى فيه إلى آخر سنة ٧٦٠ قبل وفاته بأربع سنين فإني كنت أتوهم أنه ذيل آخر للوفيات غير موجود بمصر، حتى كتبت ذلك ببعض الهوامش بناء على هذا التوهم، إلى أن رأيت في كشف الظنون أنه كتاب حافل جمع فيه تراجم الأعيان ونجباء الزمان، ممن وقع عليه اختياره، فلم يغادر أحداً من أعيان الصحابة والتابعين والملوك والأمراء والقضاة والعمال والقراء والمحدثين والفقهاء والمشايخ والأولياء والصلحاء والنحاة والأدباء والشعراء والأطباء والحكماء وأصحاب الملل والنحل والبدع والآراء وأعيان كلُّ فن ممن اشهر أو أتقن إلا ذكره؛ إلى أن قال في (الكشف): فازداد النفع به للمحدث والأديب)!.
وظاهرة من عبارة الشيخ نصر الهوريني أن هذه الكتب التي ذكرها ليست مقصورة على