للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القصص المدرسية]

يصدرها الأساتذة سعيد العريان - أمين دويدار - محمود

زهران

المدرسون بالمدارس الأميرية

ماذا يقرأ الطفل في وقت فراغه؟

بل ماذا يقرأ الطفل في مدرسته؟

ولماذا ينقطع أكثر شبابنا الذين أتموا دراستهم، عن المطالعة والدرس فلا يتذوقون لذة القراءة، ولا يلتمسون متاع الروح ورياض العقل بالاطلاع والنظر في الكتب؟

هذه أسئلة تعرض لكل ذي رأي في هذا البلد، فيذهب يلتمس الجواب، ويعرض الرأي، ويناقش الفكرة، فلا يهتدي إلا إلى رأي واحد: هو أن الطفل العربي لا يجد ما يقرأه فيلذه ويفيده في وقت معاً؛ فما بين يديه من الكتب واحد من ثلاثة: كتاب مدرسيّ يراه همّ النهار والليل، وكتاب في مكتبة أبيه يعيا من دونه فكره ويقصر إدراكه، وصحيفة بين هذين أو في مذهب ثالث، ليس من الحكمة أن تصل إليها يده. والطفل بين ذلك كله لا يجد ما يجذبه إلى القراءة أو يحببه إلى الاطلاع فينشأ نشأته كما نرى أكثر شباب هذا الجيل

ومن هنا بدأ تفكير بعض أدباء العربية في تلافي هذا النقص فاتجهوا بعنايتهم إلى محاولة إيجاد (أدب الطفل)، ويعنون بأدب الطفل، ذلك الأدب السهل الذي يلذ الطفل ويشوقه، ويحمله - بالرغبة والميل الطبيعي - على المطالعة وحب الكتب، منبثاً في ثناياه ما يُراد أن يزود به الطفل من علم وفن ومعرفة وبيان، فيتناوله مقبلاً عليه بقلبه وعقله وطبيعته؛ وكانت محاولات مجدية، أضافت إلى العربية فناً جديداً، وأوجدت بينها وبين نفس المتعلم سبباً وثيقاً

على أن هذه (القصص المدرسية) التي نتكلم عنها اليوم - اتجاه جديد في هذا الباب من الأدب؛ فلم يقتصر مؤلفوها على الترجمة من أدب الغرب، أو النقل من كتب الأدب القديم، كما فعل من سبقهم إلى هذا الباب؛ بل تراهم يحاولون أن ينشئوا (أدب الطفل) أصيلاً في العربية، مصوراً من هذا الجو الذي يعيش فيه طفل اليوم؛ وبذلك أوجدوا الصلة بين الطفل

<<  <  ج:
ص:  >  >>