ولغته، وبينه وبين أهله، وبينه وبين الجو الذي يعيش فيه، فلا يعييه بعد إذ أن يتابع القصة بخياله، كأنه بطل فيها، مؤثر في حوادثها؛ وهذا - لعمري - نهج سديد، خليق بأن ينشئ من أطفالنا جيلاً جديداً، له مُثُله العليا على مقداره، وله رأيه فيما يحيط به
وقد استقبلنا هذه القصص لأول ظهورها منذ عام، فرحين آملين، مشفقين على مثل هذا المشروع أن يقف في طريقه ما يقف في سبيل أكثر الجهود النافعة في بلدنا فيحول دونها أن تبلغ التمام. ولكنا اليوم إذ تطالعنا القصة الخامسة من هذه القصص الدورية - نستبشر ويزايلنا الإشفاق على مصير هذا العمل النافع. على أن جهداً كهذا الجهد الذي يبذله مؤلفو القصص المدرسية صامتين - جدير بأن يلقى ما يستحق من عناية الآباء والمعلمين ليدلوا تلاميذهم عليه، ويرشدوهم إلى سبيل الانتفاع به. لينجح المشروع ويؤتي ثمرته في أولادهم وتلاميذهم
وما نحاول أن نصف هذه القصص بأكثر مما وصفها الأستاذ الرافعي في رسالة كتبها إلى المؤلفين بخطه يقول فيها:(إنها رجولة عالية تساق إلى التلميذ في أسلوب التلميذ!)