هذا ما نقله في كتابه الدكتور توفيق الطويل مدرس الفلسفة بكلية الآداب بجامعة فاروق الأول ولكني قرأت في مفتاح السعادة (ج١ص٢٥٩) ثناء عاطرا على الفارابي إذ قال المولى أحمد بن مصطفى المعروف بطاش كبرى زاده (ومن جملة أساتذة الحكمة الفارابي الحكيم المشهور صاحب التصانيف في المنطق والحكمة وغيرهما من العلوم وهو أكبر فلاسفة الإسلاميين لم يكن فيهم من بلغ رتبته في فنونه، وتخرج أبن سينا بكتبه وبعلومه، وانتفع في تصانيفه. وعدد مصنفاته من الكتب والرسائل سبعون كلها نافعة ولا سيما كتابان في العلم الإلهي والمدني لا نظير لهما، أحدهما المعروف (بالسياسة المدنية) والآخر (بالسيرة الفاضلة) وصنف كتابا شريفا في إحصاء العلوم والتعريف بأعراضها لم يسبق إليه أحد، ولا ذهب أحد مذهبه ولا يستغني أحد من طلاب العلم، وكذا كتابه في (أغراض أفلاطون وأرسطو) اطلع فيه على أسرار العلوم وثمارها علما أن وبين كيف التدرج من بعضها إلى بعض شيئا فشيئا، ثم بدأ بفلسفة أفلاطون يعرف بغرضه منها ثم أتبع ذلك بفلسفة أرسطو ووصف أغراضه في تواليفه المنطقية والطبيعية فلا أعلم كتابا أجدى على طالب الفلسفة منه) فأين هذا المديح من ذلك التهجم القبيح، وكيف اجتمع النقيضان في صعيد واحد. .؟ ولقد أمسى هذا الفيلسوف هدفا للمؤلفين في كل العصور؛ فلئن انتقده القدامى لفساد عقيدته واختلالها (كما يرون) فإن المتأخرين الذين لم يتطبعوا على فهم لغة القدماء الصعبة المسالك الغامضة الأغراض على أبناء العصر الحديث - لم يمنعهم التريث عن التحامل عليه رحمه الله، فقد أخذ المتأخرون يطعنون في أسلوب الفارابي ويلحقون به مسبة الغموض والاضطراب، وإذا كان بعض هؤلاء النقاد لا يسلم إهابه من وخز البيت القائل: