وينتهي السبق أمام معبد عظيم هو في الحقيقة أجمل وأخلد ما في الشرق الأدنى من الآثار النبطية الرومانية الرائعة. وقد حفر - معبد إيزيس - قبيل الفتح الروماني (بقرن ونصف القرن تقريباً) أي بين عام ٥٠ ق. م. و ٥٠ ب. م. وقد كانت بترا إبان ذلك في أوج عظمتها. يبلغ علو هذا المعبد (٢٦) متراً ويتركب من طبقتين (انظر الصورة شكل ٢) أما الطبقة السفلى فتتألف من ستة أعمدة رملية ضخمة متوجة بالتيجان الإغريقية الشكل، ومن فوقها جميعاً قوس روماني مثلث غاية في الرونق، والزخرفة، ويقوم المعبد في وسط هذه الأعمدة الهائلة وهو بهو واسع كان يجتمع فيه المتعبدون لإقامة شعائرهم الدينية وإحراق البخور في المجامر الحجرية المحفورة على جدرانه الأربعة، وإلى جانبه غرفتان كبيرتان، وهما للتعبد في الأيام العادية
أما الطبقة العليا فتتألف من ثلاثة هياكل رائعة، تقوم بين أعمدة رملية بديعة، متوجة بالأقواس الرمانية المثلثة، ويدعي الهيكل الأوسط بمزار إيزيس، ولا يزال تمثال إيزيس قائماً في وسطه برونقه وبهائه، وتتوج هذا الهيكل قبة مخروطية الشكل يبلغ علوها ثلاثة أمتار، ويسميها البدو قبة فرعون، أو خزنة فرعون، وهم يعتقدون أن فرعون قد وضع تحتها كنزاً ثميناً، ولذلك فقد شوهوا جمالها بما أطلقوه عليها من الرصاص طمعاً في الحصول على هذا الكنز الموهوم، بهدمها وتحطيمها. ويشتمل القسم العلوي أيضاً على تمثالين آخرين يحيطان بتمثال إيزيس من اليمين والشمال. ومما يدعو إلى الدهشة حقاً محافظة هذا المعبد بتماثيله وأعمدته على رونقه وبهائه طيلة هذه الأحقاب بالرغم من تعرضه لعوامل الطبيعة الهدامة، ولعبث البدو السذج
الملهى الكبير
ويقع في الجهة الغربية من معبد إيزيس - أو الخزنة - وعلى مسافة قصيرة منه، وهو