للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم المسرحي والسينمائي]

(فلم عيون ساحرة)

لناقد (الرسالة) الفني

عرض في الاسبوع الماضي فلم (عيون ساحرة) للسيدة آسيا في دار سينما فؤاد، وبرغم الدعاية الواسعة النطاق التي استمرت أشهراً طويلة قبل عرض الفلم، والضجة التي قامت أخيراً بسبب تعنت قلم المراقبة من أصحاب الفلم، وعدم اجازة بعض مراقفه والسماح بعرضها، على رغم كل هذا لم يلق الفلم من اقبال الجمهور ما ينبئ عن نجاح كبير، وهو ما يؤسف له حقاً أشد الأسف، فان صناعة الافلام المصرية في أشد الحاجة الى التشجيع والمؤازرة ليشتد ساعدها وتمضي في طريقها بخطى ثابتة نحو الرقيي والكمال.

يمتاز هذا الفلم من سابقيه بانه نحا في فكرته وفي اخراجه منحى جديداً لم نألفه بعد في أفلامنا المصرية التي كانت في الأغلب تدور فكرتها حول مواضيع مصرية بعضها عادي لا غناء فيه، وبعضها فيه من المحاولة والجهد ما يدل على رغبة صادقة وفي التجديد والابتكار، وان قعدت الوسائل المحدودة والجهود الشخصية التي لا تقوم على أساس صادق في العلم أو التجربة بأصحاب هذه الافلام عن تحقيق ما يطمعون فيه من التقدم والتجديد.

فكرة الفلم معقدة بعض التعقيد، أو قل أنها كانت من العمق بحيث أصبح من العسير على الجمهور ان يلمسها أو يفهمها للوهلة الاولى، والى هذاعزو انصراف الجمهور عن الاقبال عى مشاهدة هذا الفلم. والواقع ان الفلم لا تنقصه عوامل الاغراء التي تدفع الجمهور عن حضوره فمن مناظر جميلة خلابة، وجو يكنفه غير قليل من الرهبة والغموض، وحيل سينمائية لم يألفها جمهورنا في الافلام المصرية، الى غير ذلك من دواعي الاقبال. ومع هذه كله فالواقع ان الفلم لم يصادف نجاحاً كبيراً. وأرجح ان السبب الاول في هذا هو عدم تفهم الجمهور لفكرة الفلم وعدم تتبعه لها في مشاهده المختلفة.

على ان اصحاب الفلم، على ما أظن، قدروا ان نفس هذه العوامل مع الغموض الذي يسود الفلم والفكرة الغريبة التي يعرضها، هي التي ستدفع الجمهور الى التزاحم على مشاهدته؛ فكانوا في تقديرهم مخطئين. وأمثال هذه كثيير مألوف في عالم السينما في اروبا وامريكا على السواء، وكم من افلام أنفق عليها آلاف الجنيهات واشترك فيها أقطاب السينما من

<<  <  ج:
ص:  >  >>