قال أبو الفرج: تقدم رجل إلى عبيد الله بن الحسن ابن الحصين بن أبي الحر وهو قاضي البصرة مع خصم له، فخلط في قوله، فتمثل عبيد الله بقول أبي الأسود:
يصيب وما يدري ويخطي وما درى ... وكيف يكون النوك إلا كذلكا
فقال الرجل: إن رأى القاضي أن يدنيني منه لأقول شيئاً فعل، فقال له: ادن. فقال له: إن أحق الناس بستر هذا الشعر أنت، وقد علمت فيمن قيل (وكان قد قيل في جد عبيد الله) فتبسم عبيد الله وقال له: إني أرى فيك مصطنعاً فسر إلى منزلك وقال لخصمه: رح إلى فغرم له ما كان يطالب به
٥٥٤ - اعتاد بدني ما نعتاد وجوهكم
في (الكامل): يروي عن الأصمعي أنه رأى رجلاً يختال في أزير في يوم قر في مشيته، فقال له: ممن أنت يا مغرور؟ فقال أنا ابن الوحيد أمشي الخيزلي، ويدفئني حسبي. وقيل لآخر في هذه الحال: أما يوجعك البرد؟ فقال: بلى (والله)، ولكني أذكر حسبي فأدفا. وأصوب منهما قول العريان الذي سئل في يوم قُر عما يجد، فقال: ما على منه كبير مئونة، فقيل: وكيف؟ فقال: دام بي العرى فاعتاد بدني ما تعتاد وجوهكم.
٥٥٥ - إذا شكر انصرف
كان الزمخشري في جوف الكعبة مشغولاً بتأليف الكشاف، فجاء الإمام عمر النسفي، وقرع باب الكعبة. فقال الزمخشري: من على الباب؟ فقال النسفي: أنا عمر
فقال الزمخشري: إذا نُكرَ صُرف
٥٥٦ - فلسنا نتكلم لوجه الله خالصا
قال أبو حيان التوحيدي: سمعت الشيخ أبا حامد (الأسفرايني) يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيراً لما تسمع مني في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصاً، ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى