قالت عائشة رضي الله عنها: لم يمتلئ جوف النبي صلى الله عليه وسلم شبعاً قَطّ، وإنه كان في أهله لا يسألهم طعاماً ولا يتشهّاه، إن أطعموه أكل، وما أطمعوه قبل، وما سقوه شرب.
وقالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يوميين متتابعين حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعنها: كنا آلَ محمد نمكث شهراً ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء.
وقالت: ما رَفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قَط غداءً لعشاء، ولا عشاء لغداء، ولا اتخذ من شيء زوجين، لا قميصين، ولا رداءين، ولا إزارين، ولا زوجين من النعال.
ويروي عنها، قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عندي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفّ لي.
وقالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير.
وعن أبن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت اللياليَ المتتابعة وأهلهَ طاوياً لا يجدون عشاءً، وإنما كان خبزهم الشعير.
وعن الحسن، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والله ما أمسى في آل محمد صاعٌ من طعام، وإنها لتسعة أبيات) والله ما قالها استقلالاً لذكر الله، ولكن أراد أن تتأسى به أمته.
وعن أبن مجير، قال: أصاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم جوعٌ يوماً فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه ثم قال: (ألا رُبَّ نفس طاعمةٍ ناعمة في الدنيا - جائعةٌ عارية يوم القيامة؛ ألا ربَّ مُكرمٍ نفسه وهو مهين لها؛ ألا رب مهين نفسه وهو مكرم لها)
وخُيّرَ صلى الله عليه وسلم أن يكون له مثل (أُحد) ذهباً فقال: لا يا رب، أجوع يوماً فأدعوك، وأشبع يوماً فأحمدك.