للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتب التراجم]

بمناسبة كتاب روزفلت

للأستاذ محمد عبد الغني حسن

قد تستهوي الإنسان سيرة عظيم من العظماء، أو أديب من الأدباء، أو عالم له في ميدان البحث العلمي مجال، أو مغامر له في الكشف مصاولة، فيقرأ عنه ويتتبع حياته، ويجد في مثله العالي ما يستحق العرض والتجلية. ثم يحمله الإعجاب به والاتصال به - من قريب أو بعيد - على الكتابة عنه والترجمة له ووصف الظروف التي كونته، والأقدار التي أحاطت به، والأحداث التي ألمت بعصره، والمبادئ التي تحدرت عنه

وقد يكون ذلك العظيم - موضوع الترجمة - شرقياً فيجد الكاتب الشرقي فخراً في الكتابة عنه والترجمة له، مدفوعاً إلى ذلك بعامل الاشتراك في الجنس أو اللغة أو الدين. ويجد الكاتب الغربي في الترجمة له إنصافاً لعظمته وإظهاراً لفضله. وقد يكون ذلك العظيم غريباً فيجد الكاتب الشرقي لذة وفائدة لبلاده ومعرضاً لعرض المثل الصالح والأسوة الحسنة

وكتابة التراجم المطولة، والدراسات الشخصية المعتدلة المنصفة لا تتقيد بوطن ولا جنس، ولا شرق ولا غرب، ولا دين ولا مذهب

فأميل درمنجهم كتب عن حياة النبي محمد، وأميل لدويج كتب عن حياة المسيح، وفيليب جوادالا كتب عن حياة نابليون الثالث، وماريوس أندريه كتب عن حياة خريستوف كولمب ومغامراته فوق أثباج المحيط، والسير والتر سكوت كتب عن حياة نابليون بونابرت، وتوماس كارليل الإنجليزي ترجم لفردريك شيلر الشاعر الألماني، وآرام سترونج كتب عن الذئب الأطلس أتاتورك، وكربيتس كتب عن إبراهيم باشا وإسماعيل باشا المصريين

لهذا ليس عجيباً في باب التراجم أن يكتب مصري عن غير مصري، أو يترجم عربي لحياة غير عربي كما صنع الدكتور محمد حسين هيكل مع جان جاك روسو؛ وعبد الرحمن بدوي مع نيتشة واشبنجلر وغيرهما من أعلام الفكر والفلسفة؛ وحسن محمود مع ديستويفسكي، وفؤاد صروف مع روزفلت

وقد يقال أن كتاب الأستاذ فؤاد صروف عن فرانكلين روزفلت هو من قبيل السياسة. وهو كلام فيه كثير من الحق. ولكن ما أحوجنا نحن قراء العربية إلى كتب من هذا الطراز فإن

<<  <  ج:
ص:  >  >>