قال معاوية: إذا لم يكن الهاشمي جواداً والأموي حليما والعوامي شجاعاً والمخزومي تياهاً لم يشبهوا آباءهم
فقال الحسن بن علي: والله ما أراد معاوية بقوله النصيحة، ولكن أراد أن يفنى بنو هاشم ما في أيديهم فيحتاجوا إليه، ويشجع بنو العوام فيقتلوا، وأن يتيه بنو مخزوم فيمقتوا، وأن يحلم بنو أمية فتحهم الناس
٥٣٩ - فرحم الله ذلك المفتي
في البدر الطالع للشوكاني: لما أسلم غازان بن أركون (سلطان التتار) قيل له إن دين الإسلام يحرم نكاح نساء الآباء، وقد كان استضاف نساء أبيه إلى نسائه وكان أحبهن إليه خاتون وهي أكبر نساء أبيه. فهم أن يرتد عن الإسلام، فقال له بعض خواصه: إن أباك كان كافراٌ، ولم تكن خاتون معه في عقد صحيح، إنما كان مسامحاً بها، فاعقد أنت عليها، فإنها تحل لك، ففعل. ولولا ذلك لارتد عن الإسلام. واستحسن ذلك من الذي أفتاه به لهذه المصلحة، بل هو حسن ولو كان تحته ألف امرأة على سفاح. فإن مثل هذا السلطان المتولي على أكثر بلاد الإسلام في إسلامه من المصلحة ما يسوغ ما هو أكبر من ذلك حيث يؤدي التحريج عليه، والمشي معه على أمر الحق إلى ردته. فرحم الله ذلك المفتي!
٥٤٠ - صائر إلى مالك
في وفيات الأعيان:
كان الفقيه أبو بكر المبارك الملقب بالوجيه والمعروف بابن الدهان - حنبليا، ثم تفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم شغر منصب تدريس النحو بالمدرسة النظامية، وشروط الواقف ألا يفوض إلا إلى شافعي المذهب، فانتقل الوجيه إلى مذهب الشافعي، وتولاه، فقال المؤيد أبو البركات التكريتي:
من مبلغ عني الوجيه رسالة ... وإن كان لا تجدي عليه الرسائل