للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المنسوجات الإسلامية المصرية ومعرض جوبلان]

[بباريس]

للدكتور زكي محمد حسن

الأمين العلمي لدار الآثار العربية

افتتح صاحب الفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية في ١٧ من مايو معرضاً للمنسوجات الإسلامية المصرية أقامته متاحف جوبلان للقطع الأثرية التي بعثت بها إلى باريس دار الآثار العربية من مجموعتها النفسية، وزاد المعرض نجاحاً أن صاحب الجلالة مولانا الملك كان قد تفضل فأذن لجناب المسيو (فييت) أن يأخذ لهذا المعرض سبع عشرة قطعة من المجموعة الملكية الفاخرة، فأتيح للجمهور الباريسي أن يعجب ببدائع منتجات الفن الإسلامي، وان يرى من آيات صناعة النسج الإسلامية قطعاً منقطعة النظير ويعرف القراء أن صناعة النسيج كانت زاهرة على ضفاف النيل منذ العصور الأولى، وأنها سارت في سبيل التقدم بخطى واسعة، حتى جاء العصر القبطي فتأثرت بتيارين من المؤثرات البيزنطينية والساسانية

ثم فتح العرب مصر، واعتمدوا في أول الأمر على الصناع والفنانين الوطنيين، وأدى ذلك إلى خلق فن إسلامي جميل كان له ازدهار، وكانت له حياة طويلة على عكس التعاون بين الرومان ورعاياهم، ذلك التعاون الذي سار بالفن الهللنستي في طريق السقوط والاضمحلال

وظهر في صناعة النسج الإسلامية في مصر تطور منتظم بدا بالاستغناء شيئاً فشيئاً عن الرسوم الحيوانية والآدمية التي كان الكلف بها عظيماً في العصر القبطي، وأخذت الكتابة والزخرفة النباتية والهندسية تلعبان دوراً هاماً في تزيين الأقمشة الإسلامية على أن فن النسج لم يطبع في مصر بطابع إسلامي ظاهر ألا ابتداء من العصر الفاطمي، وفي المتاحف الكبيرة والمجموعات الأثرية كثير من القطع التي ترجع زخرفتها إلى عصر الانتقال من الطراز القطبي إلى الطراز الفاطمي، والتي قد يصعب في بعض الأحيان تمييزها من القطع القبطية. أما القطع التي عليها زخارف طولونية بحتة فإن وجودها نادر، وعلى عكس ذلك القطع التي ترجع إلى عصور الفاطميين والأيوبيين والمماليك

<<  <  ج:
ص:  >  >>