(أخرج الأستاذ نجدة فتحي صفوة مدرس اللغة العربية بكلية بغداد، الحلقة الأولى من سلسلة الشعر. المعاصرين التي اعتزم صياغتها، وهي كتاب لطيف الحجم في (ايليا أبو ماضي والحركة الأدبية في المهجر) آلم فيه المامة بليغة، حسنة بأدب إخواننا العرب المهاجرين إلى أمريكا، ونوه بمزاياه وخصائصه، ثم دل على مكانة أبي ماضي منه، وذكر طرفاً من حياة الشاعر وطرفاً من أدبه في أسلوب بليغ وعرض مشوق. وقد ختمه بهذه القصيدة الجديدة لأبي ماضي، كما افتتحه بمقدمة نفيسة للأستاذ رفائيل بطي عميد الصحافة العراقية في وجوب العناية بتراجم المعاصرين وتجيل أخبارهم وآثارهم. والكتاب والمقدمة من خير النماذج لأدب العراق الحديث.
توطئة
كان زمان، لم يزل كائنا ... وحالة، ما برحت باقيه
مل بنو الإنسان أطوارهم ... وبرموا بالسقم والعافيه
فاستصرخوا خالقهم واشتهوا ... لو أنه كونهم ثانيه
وبلغت أصواتهم عرشه ... في ليلة مقمرة صافيه
فقال: أني فاعل ما اشتهوا ... لعل فيه حكمة خافيه
وشاهدوه هابطاً من علٍ ... فاحتشدوا في السهل والرابيه
من القوى الكئيبة العارية ... والمدن الضاحكة الزاهية