تنص المادة ٢٧ والمادة ٢٨ من منهاج الحزب الوطني الاشتراكي على الحرية الدينية لجميع الألمان وبحماية الديانة المسيحية في داخل المملكة الألمانية، وقد طبقت الحكومة الهتلرية فعلاً هذا النص في جميع أنحاء الريخ فجعلت ضريبة الكنيسة ضريبة إجبارية على كل ألماني وألمانية حضر صلاة الكنيسة أم لم يحضر؛ وقاومت حركة الإلحاد ونكران الديانة المسيحية فطردت كل موظف يجاهر بهذه الفكرة وحكمت على كل رجل ينادي بها أو يربي أولاده عليها بأحكام تناسب ظروفه ومنزلته، وأجبرت الأولاد في المدارس على حضور دروس الديانة بعد أن كانت مسألة اختيارية قبل الحكم الهتلري تتعلق بإرادة الوالد. وقد شددت الحكومة في المراقبة لأن الذين كانوا يجاهرون بهذه الآراء كانوا إما من الحزب الشيوعي أو من الحزب الماركسي أو من الحزب الديمقراطي الاشتراكي؛ وهذه الأحزاب الثلاثة هي من ألد أعداء هتلر، لذلك اختفت الحركة بسرعة طبعاً خشية التعرض لهذه التهمة
وحجة الوطنية الاشتراكية في ذلك هي أنها تقاوم المادية الصرفة البشعة التي تدعو إليها هذه الأحزاب وتدين بالمثل العليا وبالحياة الروحية وبقوة خارقة عليا يدعو هتلر ويشير في معظم خطبه إليها، ولكنه لا يصفها بالصفات أو ينعتها بالنعوت التي ترد في كتب الديانة واللاهوت. بل يراها كقوة مظلمة تشع أشعة مختلفة إلى النفوس حسب كفاية الأبدان التي يتمتع بها ذلك الشخص يظهر أثرها في الإرادة والعزم. والزعماء في نظره هم الذين يتمتعون بها أكثر من غيرهم ويمتازون على الأفراد بالعزم والإرادة. ويدعو ممثله ووكيله إلى هذه الفكرة في كتبه ومؤلفاته ويتوسع في نشر الديانة المسيحية الحقيقية لا الديانة المسيحية الحالية التي هي من مبتكرات اليهود على رأيه. وحاول كذلك دعاة النازي من رجال الكنيسة وعلى رأسهم رئيس أساقفة الريخ ملر توسيع دعوة هتلر ووكيله وتنقيح العقيدة المسيحية حسب التعاليم النازية؛ ولكنهم اصطدموا بمعارضة واسعة من البروتستانت بقيادة الباستور نيملر أسقف دالم في برلين الذي لا زال حتى الآن في السجن، ومن الكاثوليك بقيادة أسقف في إيبرك وكاردينال الراين