والنازية نفسها عقيدة دينية تحاول تنظيم حياة الأمة والفرد على أساس العنصرية والزعامة، وتتدخل حتى في الأحوال الشخصية للفرد لتكيف حياته وفق التعاليم الجديدة، وهذا ما يصطدم طبعاً والعقيدة المسيحية التي تراها الوطنية الاشتراكية عقلية يهودية رومية من مبتكرات سكان البحر الأبيض المتوسط، لا تلتئم أبداً مع العقلية الجرمانية الشمالية. وهذا النقد اللاذع للديانة المسيحية يرجع في الحقيقة إلى أدوار تسبق هتلر والنازية بكثير، يكفي أن نتذكر هجمات الفيلسوف فويرباخ الألماني عليها (١٨٠٤ - ١٨٧٢)، وكذلك الفيلسوف نيتشه (١٨٤٤ - ١٩٠٠) والفيلسوف هوستن جامبرليني (١٨٥٥ - ١٩٢٧) مؤسس الفلسفة الوطنية الاشتراكية والمؤثر القوي على هتلر، والذي كانت بينه وبين هتلر صلات
وعند تسلم الوطنية الاشتراكية زمام الحكم أصبحت هنالك مشكلة الديانة المسيحية مشكلة خطيرة جداً إذ أنها تصطدم مع أصول العقائد النازية، لذلك ظهرت هنالك عدة محاولات لحل المشكلة حلاً يتفق مع المبدأ النازي، وظهرت جماعة من بين صفوف الحزب أطلق على مؤسستها اسم (المسيحيون الألمان) لم تر إلغاء المسيحية ولا مقاومتها، ولكنها رأت تجريد الديانة المسيحية من كل أصل أو عقيدة يهودية أو أية فكرة تراها النازية غير جرمانية، إلا أنها سرعان ما اصطدمت بمشاكل ذات خطورة عظيمة وهي تعيين الحدود بين اليهودية وبين المسيحية والى أي حد يجب أن يبلغه الحذف والإخراج من هذه الديانة، وعلى أي أساس يكون ذلك، أعلى أساس أقوال هتلر وروزنبرك أم على أساس التاريخ. وهذا ما يتعارض مع عقيدة النازي التي لا تؤمن إلا بأقوالها فقط. (أنظر كتاب ? وكان في نفس الوقت هنالك حركة أخرى أوسع من هذه أطلق عليها اسم الإيمان الألماني انضم إليها بعض رجال الحزب مثلت نزعات مختلفة، فمنيت بالتفرقة كذلك؛ فهنالك من اعتقد بوجوب الاعتقاد فقط بقوة عظيمة هي وراء الطبيعة وفوقها يطلق عليها اسم الإله كما هو في المسيحية، ولا يتوسع بعد ذلك ولا توضع قواعد ومواد لاهوتية أخرى؛ مثل هذه الحركة كراف ريونتلو المشهور بآرائه الفلسفية والدينية، وبكتبه في بادئ الحركة النازية وإن لم يظهر اليوم اسمه عالياً في صفوف النازي. ومنهم من أراد الاعتقاد بالمسيح ولكن بمسيح جرماني تكون حياته حياة جرمانية وأوصافه جرمانية كذلك، ذي شعر أشقر