للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[- الدوق دي لاروشفوكو]

للدكتور حسن صادق

أطاع الملكة مكرها، ثم عاد إلى (فرتي) ينتظر تغير الحال ليحقق آماله الكثيرة. ومات ريشليو في عام ١٦٤٢، فتحفز لاروشفوكو للمطالبة بثمن عطفه على الملكة ومساعدته إياها. وزعم أنه كان يكره هذا الوزير الذي كسر شوكة النبلاء، فانه أنصفه في مذكراته فقال: (فجعت الدولة في هذا السياسي الكبير. كان عظيماً في مقاصده، ماهراً في إنفاذ خططه، وقد ضمن بأعماله المجيدة الخلود لذكره)

هذا الشاب الخيالي الذي عرف ريشليو كيف يكبح جماحه دون أن يقسو عليه، أصبح أيام الوصاية على العرش يسعى وراء مصلحته الذاتية ليس غير.

الرجل الطموح

لما مات لويس الثالث عشر وأقيمت زوجه آن دوتريش وصية على ابنها لويس الرابع عشر، فرح الملتفون حولها وتطلعت نفوسهم إلى تحقيق مطامعهم على يديها. ورأت هي منهم ذلك فجادت عليهم بالوعود وتركتهم في آمالهم ينعمون، ثم وضعت أزمة الدولة في يد الكاردنيال مازاران صنيعة ريشليو عدو النبلاء والعظاميين ولم تأبه لرغبات لاروشفوكو الذي أظهر الوفاء لها في ظروف كثيرة، وهو يقول في مذكراته عن ذلك: (قضيت عشرة أعوام في خدمتها، وخاطرت بثروتي وحريتي في سبيل راحتها وحريتها حتى قيل عني إني شهيدها. وكثيراً ما قالت لي إنها لا تجد في البلاد ما تكافئني به على ما قدمت من معروف). ولكنها لما ملكت زمام الحكم نسيت قولها تمام النسيان

ولما يئس النبلاء من وعودها، كونوا فيما بينهم جمعية سرية ترمي إلى القضاء على سلطان الوزير مازاران واختاروا الدوق دي بو فور رئيساً لهم. وانضم إليهم لاروشفوكو اسماً دون أن يوافق على سلوكهم وخطتهم، وأصبح البلاط حزبين: حزب الوزير وحزب الدوق دي بوفور. ولأجل اكتساب عضد الملكة الوصية على العرش، تقدمت الجمعية إلى لاروشفوكو أن يرجو من الملكة إصدار العفو عن صديقتها الدوقة دي شفريز حتى تعود إلى البلاد، فاطاع لاروشفوكو ومازال بالملكة حتى أجابت سؤله وأمرته بالذهبا إليها حاملاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>