في شهر يونيو من سنة ١٩٤٣ أذاع الأستاذ أغانوطيوس كراتشكوفسكي محاضرة عن الثقافة العربية في الاتحاد السوفيتي جاء فيها ما يأتي:(ولا يزال بعض سكان داغستان يتكلمون بلغة عربية قديمة إلى جانب لغتهم الأصلية، ويستخدمونها في التخاطب والكتابة، وحتى في نظم الشعر وفق الأوزان العربية القديمة الخ).
ونشرت خلاصة تلك المحاضرة في بعض الصحف المصرية يومئذ فقام أحد كبار الكتاب المعنيين بالشئون القوقازية، وكتب مقال في إحدى الصحف اليومية الكبيرة حاول فيه التشكيك فيما قاله المحاضر عن ذيوع اللغة العربية في بعض جهات الداغستان، وكتبت في ذلك الحين مقالا طويلا شرحت فيه مكان اللغة العربية في القوقاز وبينت أنها عماد الثقافة العامة في الداغستان من أمد بعيد. وقد تفضلت الرسالة الغراء فنشرت ذلك المقال في العدد الأول من سنتها الثانية عشرة (يناير سنة ١٩٤٤).
هذه كلمة وجيزة أردت بها التمهيد قبل نشر بعض الرسائل التي عثرت عليها مما كتبه الشيخ شامل نفسه في شؤون مختلفة بلغة عربية سليمة فيها سلاسة العبارة، ووضوح الفكرة.
وهي أربع وسائل عثرت عليها اتفاقا عند أحد شيوخ الداغستانيين في حمص - سورية - في الصيف الماضي وهذه الرسائل تفيدنا أن شاملا كان يدعو نفسه - كما كان يدعوه أصحابه واتباعه في القوقاز - أمير المؤمنين. كما نعرف منها أن أسمه المعروف به هناك هو (شمويل) وإن أشتهر في خارج بلاد القوقاز باسم الشيخ شامل.
وهذه هي الرسائل
- ١ -
من أمير المؤمنين شمويل إلى والده الأعز جمال الدين وإلى أخويه الكريمين الحاج على العسكري والقاضي حجيو والى أهل بيته، فإلى كافة جماعة القريتين.