أما بعد فلقد وقع بيننا وبين الكفار وقائع وحروب بحيث لم يقع مثلها إلى الآن في ديار (ججان)، بل في ديار داغستان يومي الأحد والاثنين بالمدافع الكبار والصغار والسيوف الصوارم، ونصرنا الله تعالى وأيدنا تأييد النبي المختار محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وخذل أولئك الملاعين أينما توجهوا ورجعوا من أمام باب شعيب إلى قلعة (أي سنقر) مقهورين منهزمين بحيث لا يرجعون إلى ديارنا بعد، فحمدنا الله تعالى وشكرناه على أياديه العظام، وإعانته لنا. وهذا بشرى لكم أيها الكرام، ولعل هذا التأييد بسبب بركات دعواتكم وخشوعكم وتضرعكم. ونحن نرجع إلى الأوطان بلا طول فصل، أن شاء الله تعالى. والباقي يخبركم الحامل بالتفصيل التام. هذا والسلام.
- ٢ -
من الكتاب الفقير شمويل إلى إخوانه الكرام قاضي وعلماء وجميع جماعة (بن):
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وصانكم الله تعالى من كل آفة ما ظهر منها وما بطن أمين أما بعد.
فاعلموا - يا أخواني - أني تركت أخذ كافلكم للرهن ثقة بكم أن لا تخونوا دين الله تعالى ورجاء أن يكون ذلكم الترك سببا لزوال الكدورة من بينكم، وزيادة الألفة والمحبة فيكم فلا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا، ولا يقصد بعضكم ضر بعض ولا تكونوا جواسيس (أنصال) لإيصال المضرة إلى بعضكم وكونوا عباد الله أخوانا.
هذه نصيحة من الفقير، فمن لم يقبلها ولم يعبا بها، وسعى بمخالفتها. فإن أصابه منا تعزيز بليغ - ولا شك أنه يصل أن شاء الله تعالى بعونه وقوته أما بالقتل أو ما هو أيسر منه - فلا يلومن إلا نفسه، والباقي يخبركم الحامل بأوضح بيان، بالمشافهة واللسان. والسلام
- ٣ -
من أمير المؤمنين شمويل إلى خادم الكفار - ومحارب القهار. وخليل الشيطان الغرار (أغلار).
سلام على من أتبع الهدى ونهى النفس عن موادات العدى. أما بعد.
فأن هذا النصراني قد أختار دين الإسلام، من خدمة عبدة الأوثان والاصنام، وإن أخترتم