ولا أجد حرجاً من إيراد نص اللوحة التذكارية التي كتبت بالخط الكوفي المزهر لذلك العهد وفيها:
(نصر من الله وفتح قريب، لعبد الله ووليه معد أبي تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وعلى آبائه الطاهرين، وأبنائه الأكرمين، أمر بتجديد هذا الباب، وما يليه عند عدوان النار على أيدي المارقين، السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام، ناصر الأنام أبو النجم بدر المستنصري، أدام الله قدرته، وأعلى كلمته، ابتغاء ثواب الله، وصلب مرضاته وذلك في صفر سنة سبعين وأربعمائة)
وتدل تلك الكتابة على حوادث الثورة، التي جرت في عهد المستنصر حينما اعتصم بعض الثوار بالجامع وتحصنوا فيه، فحوصروا وأحرق بسبب ذلك جزء منه جدده الأمير بدر الجمالي وزير الدولة الفاطمية
في تاريخ مصر العربية، وقفات حزن وأسى ولوعة، اضطرب فيها قلب مصر كما قال أحد كتابنا في دفن الزعيم مصطفى كامل، ولقد قال شوقي يومئذ:
ولقد وقفت القاهرة صفاً صفاً، تودع الزعيم الشاب إلى مرقده الأخير، وأثر في هذا المنظر، أنا القاهري الناشئ، فصرت وطنياً وأنا في السابعة إلى نهاية ما يكون الوطني عليه في الحماس
وأثر في كرجل يميل إلى التاريخ والأدب، فصرت أتتبع أيام مصر التي اضطرب فيه قلبها، اضطراب يوم مصطفى كامل
وإني لأذكر بعد البحث، أن صفحات تاريخنا مملوءة، بمثل هذا اليوم، ولكني لا أجد حزناً ولوعة بنسبة حزن مصر وأهلها على زوال ملك الفاطميين
أن ما وصل إلينا من ذلك قليل من كثير، ولكنه يفيض حناناً. والحقيقة أن العصر الفاطمي قد ترك فينا معاشر المصريين أكبر الأثر، وصبغ حياتنا صبغة خاصة، فإذا أردت أن