للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من ديوان (الشرق)]

موت فنان

للأستاذ حسن كامل الصيرفي

رثاء فنان مسجى على فراش الموت وقد سكن كل شيء في الليل إلا من نحيب الباكين من حوله وقد حمل الأثير على أجنحته صدى صوته في أغنية من أغنياته

غناؤك العذْبُ الظلامْ ... يرنُّ في مِسمع الزَّمن

وأنت في قبضة الحِمامْ ... كالحُلم في قبضة الوَسنْ

أَأَنتَ يا صامتاً تؤوبْ ... أيامُه للمَدى البعيدْ

الصادحُ المرقصُ القلوب ... الساحرُ الفاتنُ النشيدْ؟!

أَأَنت. . .!؟ لا. . . أَنت غيرُه ... فأين لي شدوُكَ الجميلْ؟

قد فارَق العُشَّ طيرُهُ ... وهام كالحائر الضَّلُول

كم خيم الحُزنُ في رحابكْ ... ونام في ساحك الرنينْ

تمزَّقُ الليلَ بانتحابكْ ... وتُرعِشُ النجمَ بالأنين!

يا مُغرقَ الكون في الأغاني ... الكونَ يشتاقُ للهَزارْ

غرقتَ في لُجَّة الزمان ... فهل تعمقت للقرارْ؟

هجرتَ ألحانك العِذاب ... وعِشتَ في صمتك الحزين

تجرَّع اليأسَ والعَذابْ ... وتشربُ السُّقمَ والمنون

أأنت من حرَّك النفوس ... بصوته الساحر لرؤوم؟!

أأنت من أرقص الكؤوس ... أأنت من أرَّق النجومْ؟!

أأنت. . .؟! لا. . . أنت غيرُه ... فأين لي صوتُك الحنون؟

قد بانَ لِلَّيل فجرُه ... وأنت مُستلم الجفون!

أصمتك الموحشُ الكئيب ... يا هاتف الأمس سُخريَةْ

بعالَمٍ مُغرم يذُوبْ ... على ترانيم أُغنيهْ؟

قد غالك السُّقم واستبدْ ... وأنت في ميْعَة الشَّبابْ

سلمتَ قيثارة الأبدْ ... لجاهل لحنُه اضطراب

<<  <  ج:
ص:  >  >>