افتتحت فرقة المسرح المصري الحديث موسمها التمثيلي هذا العام بمسرحية (مسمار جحا). واختيار هذه المسرحية يعد نقطة تحول في اتجاه هذه الفرقة، فقد بدأت تتجه نحو المسرحية التي تستجيب لواقع الحياة المصرية، فتعالج مشاكلها، وتصور آمالها وآلامها
فالمسرحية تدور حول قضية البلد الأولى. . . قضية الحرية والاستقلال. وقد اختار المؤلف جواً أسطورياً ليبرز فيه الموضوع، ولجأ إلى الرمز للقضية المصرية، بقضية (مسمار جحا) الساخرة ليعبر بلسانها عن آلام المجتمع وأمانيه، وليبين بمنطقها القوى الساخر وجه الحق ووجه الباطل في قضية الحمل والذئب
ولم يتخير المؤلف شخصية معينة لجحا. . بل اختار شخصية خيالية ليتحرر من النطاق التاريخي الضيق. ومع هذا فإن شخصية جحا التركي كانت أقوى الشخصيات الجحوية تأثير عليه
ويجدر بنا - قبل أن نعرض للمسرحية - أن نبادر فنسجل للأستاذ باكثير فضل السبق في إبراز شخصية جحا الساخرة في عمل فني. وكذلك نسجل له توفقيه في اختيار الموضوع الحي الذي تتحرك فيه هذه الشخصية، وبهذا توافر له ما لم يتوافر من عوامل النجاح، وهو الشخصية الروائية المحبوبة من الشعب، والموضوع الحي الذي يشغل الأذهان، وخاصة في هذه الأيام
والمسرحية تصور حياة جحا من جانبين: الجانب العام، والجانب الخاص
أما الجانب العام، فيصور الصراع بين جحا والشعب من ناحية، وبين المستعمر ممثلاً في الوالي والحاكم من ناحية أخرى. وأحداث المسرحية الرئيسية تسير في هذا الخط لتحقيق الغرض الأول الذي يهدف إليه المؤلف؛ وهو علاج القضية التي تتصل بصميم الواقع المصري