للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

في معرض الكتاب العربي:

زرت معرض الكتاب العربي الذي أعدته وزارة المعارف، فكانت زيارة ممتعة، لأني حصلت في ساعة ونصف ساعة ما لم أكن لأستطيع أن أحصله في عشر سنوات لو أني عكفت على متابعة تاريخ الكتاب العربي والصحافة العربية

وطفت بأقسامه المتباينة، فلحظت كيف تطورت الطباعة وتقدمت. كانت الكتب في عهد محمد علي تطبع على ورق عريض ذي هامش واسع، يحيط بالكتابة إطار مزخرف أو عادي. أما اليوم، فقلّ من يعنى من المؤلفين والناشرين باتباع هذا النظام العتيق!

وشهدت خلاصة تفكير المصريين من أيام محمد علي إلى يومنا هذا معروضة عرضاً شهياً في مكان واحد، فحسبت نفسي في بستان يانع حوى ما دنا من قطوف الثقافة وثمارها

وتأملت كتابا عنوانه (الأدلة القطعية على عدم دوران الكرة الأرضية) صدر في عهد عباس الأول - إن لم تخني الذاكرة - فأغرقت في الضحك، لأن ما كان يعده المؤلف إذ ذاك (أدلة قطعية) أصبحنا نعده اليوم (حججا واهية بالية)!

ورأيت كتابا آخر عنوانه (وفيات الأعيان)، فضحكت كذلك لأن مؤلفه لم يجد ما يكتب عنه إلا أن يسرد تواريخ وفيات الأعيان! كأن الدنيا وما فيها لا تهمه وكأن الإصلاح الاجتماعي لا حاجة لنا إليه، وكأن الكتّاب فرغوا من الكتابة في جميع الموضوعات، ولم يبق سوى الكتابة عن وفيات الأعيان!

وشاهدت الكتب الأولى للأساتذة: محمد حسين هيكل باشا، وطه حسين بك، وأحمد أمين بك، وأحمد حسن الزيات، وتوفيق الحكيم، وسواهم ممن تصدروا الحركة الثقافية المصرية، فكانت كتباً طريفة

وقرأت في مجلة كان يصدرها الأستاذ سلامة موسى في عام ١٩١٤ - وقد نسيت اسمها - إن الدكتور طه حسين تشرف بمقابلة الخديو قبل سفره إلى فرنسا للدراسة، فسأله الخديو عما ينوي التخصص فيه فأجاب: في الأدب وتاريخه. وعاد الخديو يسأله لماذا لا يتخصص في الفلسفة؟ فقال الدكتور طه: إن الفلسفة أفسدت الدكتور منصور فهمي (باشا فيما بعد)! وطبعت المجلة إلى جانب هذه الدعاية صورة للدكتور طه في زيه الأزهري

<<  <  ج:
ص:  >  >>