للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

حول تحريم الأغاني الخليعة:

قد قررت أخيراً إدارة المطبوعات تحريم عشرين أغنية سواء في الإذاعة أو الصلات أو الحفلات العامة أو الخاصة - وتلك همة مشكورة تحمد عليها - ولكن أين الأغاني الباقية المبتذلة وهي تستحق أن يسري عليها هذا التحريم!

ويعلم الله أن قد آلمنا - ونحن أمة شعارها الإسلام - أن تركنا - إلى الآن - هذه الأغاني الماجنة التي سرت وانتشرت هذا الانتشار في المدن والقرى حتى طغت على كل شيء في حياتنا وألبستها غير لباسها الذي كان الطهر والعفاف والقداسة!

ومالي أذهب بعيدا؟ فها هي ذاكرتنا بقايا أغاني الماضي التي كانت تمثل الحياء بصورة فاتنة أخاذة تبين مزاياه وتشير من طرف خفي إلى ما يدور في خلد الفتيان والفتيات من آمال وآلام!

أما أغانينا المستحدثة الهزيلة فإني لا أتصورها إلا حربا على الأخلاق والعادات، بل أني لأستحي أن أشير إلى طرف منها لما فيها من جارح القول وفاحش اللفظ. وأكبر الظن أن هذا النوع من الغناء هو العامل الأكبر في تنحي القليل من فتياتنا عن جادة الصواب وتخبطهن في مهاوي الرذيلة.

ولا يخفى على الجميع أن الغناء الفاحش هو أشد على الأخلاق من التهتك المكشوف، إذ أنه وسيلة عملية للإباحة لكثرة ترديده على ألسن الشبان والشابات من آن لآخر.

فإلى أن تظهر تلك الأغاني التي نريدها وهي التي تمثل الحياة المصرية في منها وقراه بأسلوب سهل محبوب، ويهدي إلى الأخلاق العالية، ويمجد الوطن والعروبة، وينشر بأريجه حياة الطهر والعفاف، ويحض على المثل العليا في الحياة، ويمثل في ثناياه أمراضنا الاجتماعية بصورة مزرعة حقيرة وينفر منها الطبع السليم والخلق الكامل والتربية الصالحة.

أقول ثانيا إلى أن تظهر تلك الأغاني، نريد تحريما باتاً لكل الأغاني التي يشم منها رائحة الخلاعة والمجون، لنحمي أنفسنا وذرياتنا من هذا العبث المهين.

شطانوف

<<  <  ج:
ص:  >  >>