طبعت عدة كتب في الطبقات والتراجم لأهل القرون الماضية في الإسلام، وإلى الآن لم تطبع تراجم أهل القرن الثامن والتاسع عشر، مع أن تراجمهم عني بها في القرن الثامن ابن حجر العسقلاني المصري المتوفى سنة ٨٥٢، ووضع تراجم أهل القرن التاسع السخاوي المصري المتوفى سنة ٩٠٢، وتراجم أهل القرن العاشر قام بتدوينها الغزي الدمشقي المتوفى سنة ١٠٦١ وسمى الأول كتابه (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)، والثاني (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)، والثالث (الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة)
ومن لطف المولى أن هذه الكتب الثلاثة بقيت في الأرض وظفر بعدة نسخ منها في خزائن الشرق والغرب، لا كأكثر تركة أسلافنا بعثرت وأحرقت وأغرقت وأصابها كل خطب عظيم
ترجم صاحب الدرر الكامنة لألف وثلثمائة وثلاثة وأربعين رجلا وامرأة، تراجم اعتمد في وضعها على من سبقوه في هذا الشأن من رجال التاريخ، أو كانوا ممن عاصرهم وسمع عنهم وأخذ منهم الحديث، أو أخذ مشايخه عنهم. ويغلب على ابن حجر الحديث والعناية برجاله ونسائه، ولذلك ذكر عشرات من المحدثات ممن كن يروين الأحاديث النبوية ويروينها. وترجم لبعض المشهورين تراجم لا بأس بها. ترجم لابن تيمية، ولسان الدين بن الخطيب، والصلاح الصفدي، وابن فضل الله العمري، وابن كثير، والبرزالي، والذهبي، وشيخ الربوة، وأبي الفداء، وابن المطهر الشيعي، وغازان، وابن دقيق العيد، والبدر البلقيني، وابن الوكيل، وابن سيد الناس، وابن نباتة، وابن الحاج، وابن المكرم، والشمس القونوي، وابن الوردي، وابن جماعة، والتاج السبكي، والتقي السبكي، والأردبيلي، وابن الأكفاني، والخطيب القزويني، وابن الزملكاني، وأبي حيان الأندلسي، والقطب الشيرازي، والبازري، والمزي، وغيرهم
وإلى جانب هؤلاء تجد تراجم أناس من الخاملين كبعض المجاذيب والموظفين والطلبة،