للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رحلة في الديار المصرية في القرن الثامن عشر]

(الميلادي):

النحلة النصرية في الرحلة المصرية

لمصطفى البكري الصديقي

للأستاذ أحمد سامح الخالدي

لما دخل شهر جمادى الآخرة من سنة (١١٣٢هـ ١٧١٩م) أراد الشيخ مصطفى البكري زيارة الخليل ومنها إلى القاهرة، ذات الربوع الزاهرة، وأقام في الخليل أياماً، جاءه فيها الشيخ موهوب مجذوب يكنى بأبي جاعد، فسأله الشيخ بالإشارة عن التوجه إلى مصر، فأومأ بيده نحو السماء، مشيراً بأن العلم لله. وخرج مسرعاً ثم عاد، فكرر الشيخ السؤال فأعاد المجذوب الجواب. وأخبر عن رجل صالح أنه يقول إنه تراءى له سيدي اسحق وقال له قل لفلان يرجع إلى وطنه، فعدل الشيخ عن السفر. ودعاه الأخ الشيخ عبد الرحمن الخطيب بن الشيخ أحمد التميمي إلى كرمه خارج الخليل، وكان قد أتصل بطريقة الشيخ مثل ذلك، فأجابه وكان الوقت قيظاً، فحصل للشيخ من ذلك مشقة.

وعاد الشيخ مصطفى إلى القدس، وأقام إلى أن مضى شهر الصيام. وفي شوال توالت الأخبار بأن جناب الدستور المكرم والمشير المفخم الحاج رجب باشا تولى الديار المصرية، ومراده زيارة الاراضي القدسية والخليلية، ومنها ينزل إلى العريش، وكان له مع الشيخ صحبة ومودة، من مدة طويلة. وتحقق حلول ركابه في مدينة نابلس، فسار الشيخ لاستقباله مع شيخه الشيخ محمد الخليلي، ودخلا عليه، وكان الباشا ينزل عند نقيب أشراف نابلس السيد محب الدين، فدعا الشيخ لصحبته إلى أرض الكنانة، فأحاله على الشيخ محمد الخليلي فوجه إليه الخطاب فتعطل، ولكن الباشا ألح وأبرم فقبلا الدعوة.

وبعد زيارة الخليل، والمعاهد والمشاهد فيها، سارا صحبة الباشا إلى بيت جبريل، ونصب لهما خيمة، وعين لهما ما يحتاجان ' ليه من كثير وقليل، ولم يكن للشيخ في هذا المسير رغبة، لما فيه من المخاطر، وما كان قد استعد لمثل هذه السفرة الشاقة، وودع الذين صحبوه، وشرع لفوره في كتابة رحلته وسماها [النحلة النصرية في الرحلة المصرية]

<<  <  ج:
ص:  >  >>