خطر السياسة على مصاير العلماء - الحياد الأدبي - آداب
بعض الوعاظ - إلى فضيلة الشيخ المراغي - الشيخ عبد ربه
مفتاح - فجيعة لم يستعد لحملها القلب - لا ذنب لي قد قلت
للقوم استقوا - إلى فلان - إلى العلامة وحيد
خطر السياسة على مصاير العلماء
كان ابن خلدون يرى أن الاشتغال بالسياسة لا يليق بالعلماء، وأثر عن الشيخ محمد عبده أنه قال: لعن الله السياسة ومادة ساس يسوس!
فهل تكون السياسة عملاً تنكره الأخلاق أو يأباه الدين؟ وكيف والسياسي الرشيد يؤدي واجباً هو في بعض صوره من أشرف ما يدعو إليه الدين والأخلاق؟
إنما يكره اشتغال العلماء بالسياسة لأنها قد تصرف عنهم بعض القلوب، فلا يملكون الأبوة الروحية لجميع من يصلحون للانتفاع بما عندهم من ذخائر الحكم والآداب، والرجل العالم، هو بطبيعته مركزه أخو الجميع وأبو الجميع، والسياسة قد تجره إلى التحيز لفريق دون فريق، وإن بالغ في التحرز من شوائب الأهواء.
أكتب هذا وقد قرأت في جريدة (الكرخ) أن الجنسية العراقية نزعت من الأستاذ ساطع الحصري وأنه أمسى خارج الحدود!! وهو خبر جزعت له أشد الجزع، وإن لم يكن بيني وبين هذا الرجل من الصلات ما يوجب الانزعاج لما صار إليه من نفي وتشريد، إذا صح أن أهل العلماء يتعافون إلا إذا قامت بينهم روابط من الصداقة والوداد. . . ومن سياق ذلك الخبر عرفت كيف صار الأستاذ ساطع الحصري إلى هذا المصير المزعج فقد عد من المنحرفين عن الصواب في أيام الانقلاب. ومعنى ذلك أنه اشتغل بالسياسة فتعرض لما يتعرض له العلماء السياسيون في بعض الأحيان
إن أهل العراق قد يرون في الأستاذ ساطع الحصري غير ما أراه، وهم أدرى بما تتعرض