(الخطبة التي ألقاها الأستاذ راشد رستم في الاحتفال بعيد
مدرسة الناصرية عن المتخرجين من أبنائها)
لأول مرة وفي أول يوم من أول حياتهم المدرسية صغار، لا يعرف بعضهم بعضاً ولم يجتمعوا في مثل هذا الحشد أبداً، ما تعودوا غير الحرية والانطلاق، واللعب على الدوام - إذا بهم وقوف في صفوف، مجمعين على مواعيد، مفرقين في مواقيت؛ وإذا بهم في فصول وفرق، وإذا بهم في غرف لا يؤذن لهم أن يجلسوا فيها كما يشاءون، وإذا ببعضهم في (عنابر الداخلية) يقضي لياليه بعيداً عن الأهل والإخوان، بعيداً عن الآباء والأمهات
هكذا تنتقل الحياة بهؤلاء الصغار بين ليل ونهار، من حال إلى حال، من فوضى محبوبة إلى تدقيق ونظام
ثم إذا بهم مطلب منهم ألا يلعبوا دون أن يعملوا، بل أن يعملوا دائبين، فسيحملون الأمانة من جيل ويحملونها إلى جيل. . .
تلك حال يواجهها كل تلميذ في سنيه الأولى إذا هو سلم منها في أولها سلست له إلى آخرها، وسار على بركة الله وسبحان الفتاح
وإن هو تعب منها في مبدئها، أتعبته طول وقتها، وهو إذن متبرم منها قلق بها وسبحان الحنان.
فما قولكم في ذلك الصغير الذي يواجه هذه العقبة، ولكنه يمر منها على ضوء طلعة صبوح، وفي صحبة روح يشع منها الاطمئنان إليها! وفي رحاب نفس طيبة تشعرك الرضا بها والسكون إليها!
سادتي
ذلك كان حالنا يوم أن اجتمعنا لأول مرة في رحاب الناصرية
لم يكن (أمين سامي) نبياً ولا ولياً، وما كان رسولاً ولا مبعوثاً إلهياً، ولكنه كان رجلاً،