عاملاً، وطنياً. وكان أميناً وكان سامياً. . .
كان أمين سامي طبيعياً، يسير مع الطبيعة في بساطتها، كما يقف معها في دقتها، فلم يكن مرغماً ولا متعسفاً
لم يرغم تلاميذه على غير ما تسمح به طبيعتهم، بل يدرس تلاميذه ويدرس طبيعتهم، ثم يسوسهم ويرشدهم ثم يلقنهم ويوجههم
كان يهيئ لتلاميذه جواً مدرسياً محبوباً، يهيئ لهم نخبة من كرام الضباط والمدرسين، هم في مقام الآباء والمرشدين، يعرفون الفرق العظيم بين (ملف) من شهادات، وكنز من أخلاق
يعرفون أن الخلق مخلوق قبل العلم، وأن التلميذ أخلاق قبل أن يكون علوماً، وأن مصر في حاجة إلى أخلاق
يعرفون أن هؤلاء الشبان الصغار هم هؤلاء الرجال الكبار
يعرفون أن لهم نحو الوطن رسالة وأن عليهم واجباً
وإننا لنفخر إلى اليوم والى الغد والى الأبد بأننا تلاميذ لأولئك السادة الكرام - رحم الله الأولين الذاهبين وأطال الله حياة الحاضرين.
إن (المعهد) أمين سامي كان مخلص النية لتخريج الأبناء أعياناً لمصر، ورجالاً لمصر، ونجوماً في سماء مصر
هكذا كان الغرض وكان الإخلاص، فكان المطلوب وكان المراد
الواقع أننا كنا في مدرسة تشعرنا بأنها تهيئ لنا جميع وسائل العناية بنا
مدرسة نظيفة معنى ومبنى، لطيفة بكل من فيها وما فيها
مدرسة محترمة، تفرض علينا أن نتحلى بكل ما يجعلنا محترمين، تبث فينا الشجاعة والوطنية والإقدام، تشعرنا بأن لنا مستقبلاً وأن علينا واجباً، بل أن المستقبل لنا، وأنه مسؤول منا وأن البلاد تنتظرنا وتنتظر الخير منا.
كان أمين سامي (الرجل) مثالاً لنا بل ولغيرنا في هذا وذاك. كان نبيل الطبع نبيه التطبع، رجولة في أبوة، دقة في رحمة، مهابة في سماحة
كنا نترقبه ونتمنى أن نراه، ونغار منه (دار العلوم) إذا أطال هناك بقاه. . .
كان مثالاً لنا ولغيرنا في معنى النشاط ومداه