أن من الصعب علينا أن نرجع إحدى رواياته العديدة إلى أصل ديني صريح، ولكن هناك عدداً غير قليل من العقائد الدينية أودعها شكسبير ثنايا شعره ومؤلفاته، وتختلف هذه العقائد باختلاف الروايات التي ورد ذكرها فيها.
ففي رواية الملك هنري الخامس نرى فكرتين دينيتين أودعهما الشاعر في روايته. وأولى هذه العقائد هي عقيدته في أصل خطأ الإنسان، وثانيتهما هي عقيدته في المعمودية. آما خطأ الإنسان فكان منشؤه تلك الخطيئة العظيمة التي اقترفها آدم أبو البشر. اجترم ذلك الجرم فتلوثت نفسه بتلك الخطيئة وكان جديراً بعد ذلك أن تتطهر نفسه مما لحق بها من الأدران، فأرسل الله إليه أحد الملائكة واخرج منه تلك الروح الطائشة ووضع بدلاً منها روحاً طاهرة نقية، وما اقتراف الناس للآثام إلا سير على السنن الذي اختطه والدهم من قبل واحتذاء لحذوه.
وهناك عقيدة ثالثة أدرجها شكسبير في رواية هملت، فهو يعتقد أن الدعاء والابتهال إلى الله لا يصل إلى السماء إلا إذا كان صادراً عن نفس طاهرة وقلب صادق الإخلاص، وهذه حقيقة دينية تثبت أن شكسبير كان رجلاً ورعاً تقياً يؤمن بصدق النية وخلوصها من الرياء والنفاق.
نظر شكسبير إلى هذا العالم الملئ بالشرور والموبقات نظرة احتقار وازدراء فكان دائم التوق إلى الخلاص منها والانتقال إلى حياة أروع منها وأطهر، وقد ذكر عقيدته هذه على لسان بطله هملت الذي كان يقصد الترفع عن الأمور التافهة الشريرة والسمو بنفسه في عالم أرقى، عالم ملؤه التقى والصلاح والسعي إلى ما فيه خير الناس.
وفي رواية الملك يوحنا نرى شكا في عالم آخر يلقى الناس فيه أبنائهم وأصدقاءهم، ذلكم